للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دواوين كثيرة من شعراء المشرق دخلت صقلية أيضاً فنحن نسمع ان المغنين فيها كانوا يغنون أشعاراً لقيس بن الخطيم، وابن الرومي وذي الرمة وسحيم عبد بني الحسحاس وكثير عزة وجرير وجميل والشريف الرضى وغيرهم (١) .

وفي الأسانيد ما يدل على ان الطلبة ابن البر اللغوي رووا عنه " مقدمة ابن بابيشاذ " في النحو. ومن الكتب التي درسها هذا العالم كتاب " أدب الكتاب " لابن قتيبة وعنه تلقاه تلميذ ابو العرب الصقلي ثم درسه في الأندلس حين ارتحل إليها (٢) .

ولا ننس ان كتاب كليلة ودمنة من الكتب التي راجت في صقلية. ولما دخل ابن رشيق إلى صقلية دخلتها كتبه وخاصة كتاب " العمدة " وجرى تدريسه في مدينة مازر حتى لقد رأى القفطي على إحدى نسخ العمدة قراءة ابن منكود والي مازر لهذا الكتاب على مؤلفة (٣) . وقد اختصره فيما بعد أحد الصقليين وهو عثمان بن علي الخزرجي وكان في أيام يحيى بن تميم بن المعز (٤) . ويدلنا العمدة على بعض المصادر التي كان يستطيع ان يطلع عليها أهل المغرب ومن السهل ان ترحل هذه الكتب إلى صقلية بعد ان تصل إلى القيروان، أي أن أهل صقلية ربما عرفوا كتب قدامه بن جعفر والرماني والعسكري وغيرهم. وقد أثر قدامه في توجيه النقد في المغرب في غير ابن رشيق، ونسمع أن الشاعر المعروف بابن ميخائيل (٥) أحد شعراء المعز كان شديد الانتقاد للشعر على مذهب قدامه (٦) .

وعرفت في المغرب أيضاً كتب أبي حيان التوحيدي ورسائل إخوان الصفا


(١) ابن مكي، تثقيف اللسان، الباب الأربعون.
(٢) ابن الأبار، التكملة رقم ٣٨٦.
(٣) القفطي، انباه الرواة - ترجمة ابن رشيق ١/ ٢٧٧.
(٤) ياقوت، معجم الأدباء ١٢/ ١٣٥.
(٥) هو محمد بن الحسين بن أبي الفتح القريشي المغربي. انظر ترجمته في كتاب المحمدين من الشعراء للقفطي (نسخة دار الكتب المصورة رقم ٢١٧٧ تاريخ الورقة ٧٦) .
(٦) المصدر السابق.

<<  <   >  >>