للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأسرع لفهمه وعدة لتذكرته ... وجعلت مسائلها على التوالي حسبما هي في الأمهات، إلا شيئاً يسيراً قدمته أو أخرته، واستقصيت مسائل كل كتاب فيه، خلا ما تكرر من مسائله أو ذكر منها في غيره، فإني تركته مع الرسوم وكثير من الآثار كراهية التطويل " (١) وقد فرغ البرادعي من كتابه هذا سنة ٣٧٢هـ، وفي مقدمته؟ التي اقتبست منها ألفاً؟ ما يشير إلى ان الطريقة المدرسية في تلخيص المطولات كانت قد أخذت تجد طريقها إلى حلقات العلم بصقلية، وهي طريقة فيها شيء من الخطر يشبه من الناحية الأخرى كثيرة التعلق بالشروح والحواشي. وليس للبرادعي في " التهذيب " رأي ذاتي ومع ذلك فقد استدرك عليه عبد الحق الصقلي فيما وهم فيه على المدونة مع أن البرادعي صرح في مقدمة كتابه بأنه صحح روايته على أبي محمد بن أبي زيد (٢) .

ولم يتكون لصقلية مدرسة فقهية من أبنائها إلا في أواخر القرن الرابع حين نجد أمثال الحصائري أبي بكر الصقلي الفرضي الذي كان عليه اعتماد الطلبة الصقليين في دراسة الفرائض، وأبي بكر بن العباس الفقيه الذي كان يشتغل بالتدريس، وكل هؤلاء استمدوا ثقافتهم من أساتذة غرباء في صقلية أو غيرها ثم كان لهم الفضل في تخريج اكبر فقهاء صقلية ومحدثيها في القرن الخامس فمن تلامذتهم ابن يونس، وعبد الحق الصقلي والسمنطاري. وعلى يد هؤلاء تخرج متأخرو الفقهاء الصقليين الذين أدركهم الفتح النورماني ومنهم من بقى في صقلية كابن الحكار الصقلي وابن مفرج وابن الكلاعي وابن القابلة (٣) ومنهم من غادرها عند الفتح كأبي الحذاء القيسي الصقلي وأبي البهاء عبد الكريم بن عبد الله بن محمد المقرئ وأبي القاسم السرقوسي (٤) .


(١) البرادعي، تهذيب المدونة (نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم ٤٠٥ فقه مالكي) الورقة الأولى.
(٢) البرادعي، تهذيب المدونة ص١.
(٣) centenario، المجلد الأول ص٣٨٣ ما بعدها.
(٤) السلفي، المعجم ورقة ١٢٠، ٢٤٦.

<<  <   >  >>