للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العظيمة التي تعظم بكثرة الأجزاء، وعن ذهول العوام عن وجه الدلالة على صدق الأنبياء هل يضربهم، وثمة أسئلة عن الجوهر والعرض وعن الكرامات وما يصح منها وما لا يصح، وهل يجوز ازدياد الطعام كرامة للولي مع منع انقلاب الدجلة ذهباً، وأسئلة عن المنجمين، وعن معنى تمثل جبريل للنبي عليه السلام في صورة دحية الكلبي وهل تنفصل أجزاء ثم تعاد أثناء هذا التمثل أم تصير بعض الأجزاء على صفة رجل وتبقى الأجزاء الأخرى (١) .

ونحن نتساءل هل كانت هذه المسائل تدور في رؤس الفقهاء ودارسي الفقه بصقلية أو أنها صورة مما كان يعتلج في نفس عبد الحق وحده؟ والى أي حد تمثل أسئلته عن الكرامات وعن التنجيم جوانب من الحياة العقلية في بلده؟ وهل كان الناس مهتمين حقاً بالاطلاع على أمور تتعلق بالصفات وثبوت النبوات؟ وهي أسئلة لا يمكن ان نقطع فيها بالقول الفصل.

وعن طريق عبد الحق امتد اثر صقلية إلى خارج فقد درس في صقلية والقيروان ومكة والإسكندرية؟ درس عليه في القيروان ابن الخياط (٢) ومحمد بن نعمة الأسدي (٣) ولقيه بمكة ابن قطري الزبيدي (٤) وعبد الرحمن بن المعافري (٥) ودخل أثره الأندلس لأن بعض تلامذته هاجر إليها كثابت الفقيه الصقلي (٦) وكان من تلامذته في صقلية نفسها طلبة أندلسيون كما كان فيمن لقيه أثناء رحلاته جماعة من الأندلسيين أيضا كابن أبي الدنيا القرطبي (٧) الذي صحبه بمكة ومصر واخذ عنه كثيراً وابن الحصار (٨) الذي درس عليه في صقلية نفسها،


(١) مسائل للشيخ عبد الحق بن محمد بن هارون الصقلي (مجموعة رقم ١١ ش فقه مالكي بدار الكتب المصرية) .
(٢) ابن بشكوال: الصلة رقم ٨٣٦.
(٣) المصدر السابق رقم ١٢٠٧.
(٤) ابن الأبار: التكملة رقم ٥٠٨.
(٥) ابن الأبار: رقم ١٦٤٨.
(٦) ابن بشكوال رقم ٢٨٧.
(٧) ابن بشكوال رقم ٤٥٥.
(٨) ابن بشكوال رقم ٣٩٢.

<<  <   >  >>