للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بن عبد الله بن محمد المقرئ الواعظ (١) .

وظل الفقه بعد هؤلاء الأعلام، يدور حول المدونة ومختصراتها، حتى إن ابن الحكار الصقلي شرحها بتفصيل في نحو ثلاثمائة جزء (٢) ، وذكر من حضر مجالسه انه كان ينظر بالبرادعي ويتكلم عليه كلاماً دقيقاً (٣) . ثم جاء ابن فروج الصقلي (أو ابن مفرج) فأعاد النظر في تمهيد البرادعي ورتبه على نسق المدونة (٤) .

وفي غضون هذا العصر اعتنق كثير من المالكية مذهب الأشعري في تأييد السنة فكانوا حرباً على الاعتزال كما كانوا متشددين في التمسك بحرفية مذهب أبي الحسن، ويقول السبكي (والأشاعرة ولا سيما المغاربة منهم كانوا يستصعبون الخروج عن حرفية ما رسمه الأشعري ولا يرون مخالفة أبي الحسن في نقير ولا قطمير (٥) . وقد التقى ابن حوقل في صقلية بمن يكره أهل العراق ويسميهم مرجئة لتركهم القطع على أهل الكبائر بالخلود، ومن يرى المعتزلة فرقة ضالة ويكفر أهلها (٦) . ولكن هذا لا يعني ان الجزيرة خلت من الاعتزال والتشيع ومذهب الخوارج وغير هذه من مذاهب. وكيف تخلو وسكانها أصلهم من أفريقية وقد كانت المذاهب في إفريقية متنوعة، فالتشيع في كتامة ومذهبا الاباضية والراسبية منتشران في قسطيلية وقفصة ونفطة والحامة، والاعتزال في مزاتة وزناتة من قبائل البربر على مذهب واصل بن عطاء، وفي السوس شيعة ومالية وبينهم القتال المتصل والدماء الدائمة (٧) . ولا بد أن القائلين بالاعتزال


(١) المصدر السابق ورقة ١١٠، ٢٤٦.
(٢) centenario، المجلد الأول: ٣٨٣.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر السابق.
(٥) طبقات شافعية: ٤/ ١٢٤.
(٦) ابن حوقل ١/ ١٢٧.
(٧) المصدر نفسه ١/ ٩٦.

<<  <   >  >>