للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْبَاب الأول فِي رُؤْيَة الله تَعَالَى وَالْعرش والكرسي واللوح والقلم

رُؤْيَة الله تَعَالَى

اعْلَم أَن رُؤْيَة الله تَعَالَى لَا تكون غَالِبا إِلَّا للأصفياء والأولياء لكرامتهم عَلَيْهِ وَقد تقع لغَيرهم لَكِن نَادرا بل قد تقع للْكَافِرِ وَيدل ذَلِك على أَنه يسلم فَمن رأى الله تَعَالَى كَمَا يَنْبَغِي لجلاله من غير تَشْبِيه وَلَا كَيفَ فَإِنَّهُ ينظر إِلَيْهِ فِي الْآخِرَة فَإِن رأى أَنه تَعَالَى كَلمه ووعده بِخَير فَإِنَّهُ يغْفر لَهُ ويقربه من رَحمته وَيَرْزقهُ حَلَالا وَمن رأى أَنه تَعَالَى كَلمه من وَرَاء حجاب فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مَاله وَنعمته وَقُوَّة دينه وأمانته وَمن رأى أَنه تَعَالَى يلاطفه ويعامله بالشفقة فَإِنَّهُ يلطف بِهِ وَيُدبر أُمُوره لَكِن يحصل لَهُ بلَاء وَمن رأى أَنه تَعَالَى نزل فِي أَرض أَو فِي بلد فَإِن الْعدْل يَشْمَل ذَلِك الْمَكَان وَيدل على الخصب لأَهْلهَا فَإِن كَانُوا ظالمين حلت بهم النقمَة وَمن رأى أَنه تَعَالَى نَاوَلَهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يَبْتَلِيه لَكِن لَا يَخْذُلهُ وَمن رأى أَنه تَعَالَى ساخطا عَلَيْهِ دلّ على عقوقه لوَالِديهِ أَو أَحدهمَا وَمن رأى أَنه تَعَالَى اشْتَرَاهُ من نَفسه فَإِنَّهُ يقتل شَهِيدا وَمن رأى أَنه تَعَالَى على غير مَا وصف بِهِ من صِفَات الْكَمَال فَإِنَّهُ يرتكب أمرا بَاطِلا من بِدعَة أَو غَيرهَا وَمن رأى أَن بَينه وَبَينه تَعَالَى حِجَابا خشِي عَلَيْهِ من عمل الْكَبَائِر

<<  <   >  >>