(الْبَاب السَّادِس عشر فِي رُؤْيَة أَحْوَال تكون من الْإِنْسَان فِي يقظته مِمَّا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى مفصلا)
(رُؤْيَة الانقلاب والبكاء)
أما الانقلاب فَمن رأى أَنه انْقَلب على رَأسه فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة وَرُبمَا كَانَ انقلاب رئيسه عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه انْقَلب من جنب إِلَى جنب فَهُوَ تغير حَال وَأما الْبكاء فَمن رأى أَنه يبكي بِلَا صُرَاخ فَإِنَّهُ فرج من هم وغم أَو يفرح فَرحا شَدِيدا وَإِن كَانَ بصراخ فَهُوَ حُصُول مُصِيبَة لأهل ذَلِك الْمَكَان وَمن رأى أَنه يبكي وَلَا يخرج من عينه دمع فَلَيْسَ بمحمود وَإِن رأى مَكَان الدمع دم فَإِنَّهُ ينْدَم على أَمر قد فَاتَ مِنْهُ وَيَتُوب وَمن رأى كَأَنَّهُ يبكي على إِنْسَان يعرفهُ وَمَعَ الْبكاء نوح فَإِنَّهُ يَقع كَمَا رَآهُ وَإِن رأى أَنه نياح على وَال قد مَاتَ فَإِن ذَلِك الْوَالِي يجور فِي سُلْطَانه وَإِن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وهم يَبْكُونَ خلف جنَازَته من غير نواح فَإِنَّهُم يرَوْنَ من ذَلِك الْوَالِي سُرُورًا وَمن رأى أَن عَيْنَيْهِ مَمْلُوءَة بالدمع وَلم يخرج فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال حَلَال وَمن رأى أَنه يبكي ثمَّ يضْحك بعده يدل على قرب أَجله وَقَالَ بَعضهم أحب الْبكاء فِي النّوم مَا لم يكن فِيهِ صاخ وَقد جربت ذَلِك نيفا عَن ألف مرّة فَلم أر مِنْهُ إِلَّا خيرا وفرحا وسرورا