للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يشْكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَزِيَادَة ونعمة وَمن رأى أَنه مواظب على الذّكر فَإِنَّهُ يَأْمَن من شَرّ الْأَعْدَاء وَيفتح لَهُ أَبْوَاب الْخيرَات ويفوز من الْبلَاء ويسهل لَهُ أُمُوره الْعسرَة وَمن رأى أَنه قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله أَتَاهُ الْفرج قَرِيبا ويخلص من الْغم وَيخْتم لَهُ بِالشَّهَادَةِ وَمن رأى أَنه يَقُول لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول المَال وَالنعْمَة وَيكون فِي حفظ الله وأمانه وَرُبمَا يجد ذخيرة أَو كنزا

(رُؤْيَة الْخطْبَة والوعظ)

وَمن رأى أَنه يخْطب على الْمِنْبَر وَهُوَ أهل لذَلِك فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة وسلطانا فِي الدّين وَإِن لم يكن أَهلا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ بعض بلَاء الدُّنْيَا وَمن رأى أَنه لم يتم خطبَته وَهُوَ ذُو منصب فَإِن الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ مُتَعَذر عَلَيْهِ وَرُبمَا يعْزل عَن منصبه وَمن رأى أَن الْخَطِيب عزل عَن خطابته وَبدل بِغَيْرِهِ أَو حدث لَهُ حَادث فَيعْتَبر ذَلِك فِي ملك ذَلِك الْمَكَان وَمن رأى أَنه يعظ النَّاس فَإِنَّهُ يتَوَلَّى أمرا يحكم فِيهِ إِن كَانَ أَهلا وَقيل إِنَّه يَدْعُو قوما إِلَى الْحق وسبيل الرشاد وَإِن رأى أَنه يتم وعظه فَإِن حَاجته تتعذر عَلَيْهِ وَلَا يتم لَهُ أَمر هُوَ طَالبه وَمن رأى أَنه يتَكَلَّم بِكَلَام يُخَالف الشَّرِيعَة فَإِنَّهُ يشْتَهر بالفضائح فليستغفر الله وَمن رأى مَجْلِسا يحتوي على جمَاعَة من الْعلمَاء وَهُوَ جَالس بصدر الْمَكَان وَلَيْسَ هُوَ أَهلا لذَلِك فسبيلى ببلية يذكرهَا النَّاس وَيقبل قَوْلهم فِيهِ وَإِن كَانَ أَهلا فَهُوَ زِيَادَة علم ورفعة فَإِن كَانَ الْمجْلس انْعَقَد بِسَبَب محاكمة أَو زواج فَهُوَ دَلِيل على الدُّخُول فِي أَمر مهول وعاقبته إِلَى خير وَإِن كَانَ بِسَبَب تدريس أَو حَدِيث أَو فقه أَو مَا أشبه ذَلِك فَهُوَ حُصُول خير وبركة وَقيل رَحْمَة من الله تَعَالَى وَرُبمَا دلّ مَا أشبه ذَلِك على أَمَانَة

<<  <   >  >>