وَأما رُؤْيَة الْأَمْوَات ومخالطتهم وَالْأَخْذ مِنْهُم والإعطاء لَهُم فَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ فَإِنَّهُ حُصُول الْفَرح وَالسُّرُور وَمن رأى أَنه أحيى مَيتا فَإِنَّهُ يسلم على يَدَيْهِ كَافِر وَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ ثمَّ سَأَلَهُ أَنْت مَا مت فَقَالَ لَا بل كنت حَيا فَإِنَّهُ يدل على حسن حَاله فِي الْآخِرَة وَمن رأى أَن مَيتا تغيظ فَإِنَّهُ يدل على أَنه أوصى بِوَصِيَّة وَلم يعْمل بوصيته وَمن رأى أَن مَيتا ضَاحِك مُسْتَبْشِرٍ فَيدل على وُصُول صَدَقَة إِلَيْهِ وَهِي مَقْبُولَة وَمن رأى أَن مَيتا على هَيْئَة حَسَنَة وَهُوَ لابس ثِيَابه فَإِنَّهُ يدل على حسن عاقبته وَمَوته على التَّوْحِيد وَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ وَهُوَ فِي مَسْجِد فَأَنَّهُ أَمن من عَذَاب الله تَعَالَى وَمن رأى أَنه يعاشر الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا وَمن رأى أَن مَيتا يضْحك ثمَّ يبكي فَإِنَّهُ يدل على أَنه مَاتَ على غير مِلَّة الْإِسْلَام وَمن رأى أَن مَيتا قد اسود وَجهه فَإِنَّهُ يدل على أَنه مَاتَ كَافِرًا وَمن رأى أَن مَيتا أخبرهُ بأَمْره فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ لِأَن الْمَيِّت فِي دَار الْحق لَا يتَكَلَّم أَلا حَقًا وَمن رأى أَن مَيتا عَلَيْهِ تَاج أَو حلل أَو خَوَاتِم أَو مَا يزينه أَو رَآهُ قَاعِدا على سَرِير فَإِنَّهُ يدل على حسن منقلبه وَمن رأى أَن مَيتا لبس ثيابًا خضرًا فَإِنَّهُ يدل على أَن مَوته كَانَ على نوع من أَنْوَاع الشَّهَادَة وَمن رأى أَن مَيتا ينازعه وَهُوَ معرض عَنهُ أَو يعظه بقول غليظ فَإِنَّهُ يدل على أَنه مرتكب مَعْصِيّة فليتب إِلَى الله وَرُبمَا كَانَ الْمَيِّت خَاصَّة وَمن رأى أَن الْمَيِّت عُرْيَان وعورته مكشوفة فَإِنَّهُ يدل على خُرُوجه من الدُّنْيَا عُريَانا من الْخيرَات وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ رَائِحَته وَمن رأى مَيتا وَعَلِيهِ ثِيَاب وسخة أَو كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ مسؤول عَن دينه فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى خَاصَّة دون النَّاس وَمن رأى أَن مَيتا مَشْغُولًا شغلا حسنا فَإِنَّهُ صَلَاح فِي حَقه فِي الْآخِرَة وَإِن كَانَ شغله مذموما فبضد ذَلِك وَمن رأى مَيتا كَانَ وليا قد عَاشَ وَتَوَلَّى مَكَانَهُ فَإِن