تقرير عقوبة مجملة ثم إلى تقرير عقوبة مفصلة محددة، كما تدرج من عدم إكراه الفتيات على البغاء مع إباحة زواج المتعة إلى تحريم البغاء وتحريم زواج المتعة معًا، وإغلاق كل الطرق إلى ممارسة الجنس إلا الزواج المشروع المؤبد المعقود باسم الله وبنية الدوام١.
وبالنسبة للربا فقد أخر تحريمه إلى العام العاشر من الهجرة حتى اكتمل نمو الإنسان المسلم والمجتمع الإسلامي، وبالنسبة للرق فقد اتخذ الإسلام في معالجته وسائل بطيئة جدًّا تنتهي في النهاية بتحرير الرقيق.
هذا بالنسبة لمنهج الإسلام في القضاء على سيئ العادات، أما منهجه في غرس وتثبيت ودعم العادات الصالحة المرغوب فيها فإنه وضع عدة أساليب:
أ- أسلوب الهزة الوجدانية العنيفة الموحية القادرة على تغيير البناء العقدي والتصوري عند الإنسان، واستخدم هذا الأسلوب من أجل تحويل الناس من الكفر إلى الإيمان، ويقترن هذا الأسلوب بتغيير البيئة، حيث ينتقل المسلم من بيئته الكافرة لينتمي إلى جماعة الإيمان حيث يدخل معهم في علاقات إيمانية قوامها العدل والمساواة والتآخي، ويمارس معهم شعائر الإسلام، ويستمع معهم إلى القرآن الكريم، ويشترك أعضاء الجماعة الإسلامية في الإكرام والآمال والجهاد، وهنا تصبح النماذج السلوكية الجديدة ظاهرة فردية وجماعية معًا "الاستقامة، الصدق، العدل، الإخاء.. إلخ"، فالإسلام يستثير الوجدان، ويفرض الرغبة في العمل، ثم يحول الرغبة إلى عمل وسلوك يدعمه الإيمان وتدعمه الجماعة المسلمة.
ب- الإقناع والاقتناع العقلي: فالإسلام يتضمن جانب الغيب، وهو مسألة
١ يمكن الرجوع إلى دراسة محمد قطب: مناهج التربية الإسلامية، دار الشروق، الطبعة الثانية صـ٣٤٦-٢٥١.