التجاري والنقدي على الاقتصاد، وسار هذا جنبًا إلى جنب مع الاقتصاد التقليدي. غير أن الاقتصاد النقدي تطلب من الأهالي الدخول في نمط العلاقات التعاقدية Contract type relationship من أجل الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة الأمر الذي يتناقض مع نمط العلاقات الأولية التقليدية السائدة، الأمر الذي قوبل بالرفض حيث رفض الأهالي أخلاقيات النزعة التجارية أو الصناعية، أو قبولها بشرط عدم تهديد القيم والنماذج التقليدية للتفاعل.
ثانيًا: عادة ما يطالب الناس في ضوء الالتزام بقضايا مجتمعهم وتبني التحديث Commitment، بالتضحية في مجالات الاستهلاك أو الاستمتاع الشخصي من أجل بناء مجتمعهم تنمية شاملة over-all development، فاستمرار مستوى الاستهلاك أو ارتفاعه أمر يتناقض مع متطلبات التراكم الرأسمالي Capital Accomulation.
ثالثًا: وفي ضوء الالتزام بقضايا التحديث عادة ما يطالب الناس بالتجديد في أنماط العمل وأساليب الإنتاج والإقدام على تجارب جديدة وأداء أعمال غير مألوفة مما يسبب لهم التأزم النفسي Psychic Strain وتتسبب في زيادة أعبائهم النفسية Psychic Costs خاصة وأن الأعمال الحديثة في ظل التنظيمات الحديثة والتكنولوجيا الأكثر تقدمًا تتعارض -كما يشير إلى ذلك "آجريس" مع مقتضيات الصحة النفسية. طالما أنه يتطلب الالتزام بالمواعيد وبالتعليمات واللوائح وبالإجراءات النظامية ونظم الإشراف والرقابة ويحتم تنميط السلوك وتحقيق إمكانية التنبؤ به، سواء في المواقف العادية أو حتى في مواقف الأزمات٢٧.
رابعًا: ويشير "لوير" إلى سبب آخر يجعل التزام الناس بقضية التحديث صعبًا وشاقًّا وأحيانًا مرفوضًا، وهو غياب القدوة الصالحة، بمعنى عدم إلزام القيادة أنفسها بما تطالب به الجماهير من تقشف والحد من الاستهلاك وبذل الجهد والتضحية. فإذا كانت الصفوة القائمة والداعية