للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للتحديث Modernizing elite هي التي تستمتع بعائد التنمية أو بالثروة التقليدية على حساب جهد الجماهير والتزامهم، فإن الجماهير غالبًا ما يحدث بينهم تسيب ولا يميلون إلى تأجيل بعض إشباعهم الحالية إلى المستقبل. ويضرب لنا مثلًا على تجربة ناجحة في هذا الصدد وهي التجربة الصينية، وهو يعزو هذا النجاح إلى البناء الإيديولوجي الذي أسسه زعيمهم "ماوتسي تونج" Maoist ideology حيث رفضت الصفوة إيثار نفسها بما لم يتح للناس، وهذا ما جمع الشعب الصيني ووحده خلف قياداته وجعله أكثر التزامًا بقضايا مجتمعهم. وعلى الرغم من عدم إمكان التمييز في بعض الأحيان بين البيانات الإيديولوجية والواقع الاجتماعي، إلا أن التزام الشعب الصيني بالتنمية وتحديث مجتمعهم أمر شهد به الباحثون الغربيون ذوي الميول الليبرالية*.

خامسًا: عادة ما تؤدي الدعوة إلى التزام الناس بقضايا مجتمعهم إلى زيادة انفتاح الناس على ثقافات أخرى Cosmopolianism وبالتالي اطلاعهم على نماذج استهلاكية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية مختلفة. الأمر الذي يؤدي إلى إثارة ما يطلق عليه البعض "ثورة التطلعات المتزايدة" Revolution of rising expectation في وقت يدعون فيه إلى التضحية والحد من الاستهلاك الأمر الذي يثير بعض المشكلات على المستوى المجتمعي والشخصي.

سادسًا: وترتبط قضية الالتزام بالتنمية والتحديث من جانب أعضاء المجتمع بعدد من القيم والاتجاهات من بينها قبول الإيديولوجية الوطنية


* تجدر هنا الإشارة إلى أن نموذج التنمية في ظل العقيدة الإسلامية يحقق قضية الارتباط بين القادة والجماهير ويحقق الالتزام من جانب القادة والجماهير بقضية تقوية المجتمع وتطويره وتحسين المستويات المعيشية، بوصفها قضية عقائدية. فالاتفاق بين القول والعمل أمر إلهي أو أمر عقائدي، وضرورة التزام ولاة الأمر في المجال الاستهلاكي بما يستهلكه الإنسان العادي، أمر ديني. كل هذا يمنح قضية الالتزام بعدًا أعمق مما هو في التنظير أو التطبيقات الوضعية.

<<  <   >  >>