ومما يؤخد على هذا التصنيف وبخاصة في أصله الثالث أنه جعل جميع الديانات السماوية وغيرها تحت الرمز ٢٠٠ - ٢٩٩ وخص الديانة المسيحية بمعظم أرقام هذا الأصل، وضم الدين الإسلامي إلى غيره من الديانات الأخرى؛ فلم يجعل له رقمًا خاصًا مستقلًا به؛ كفرع من فروع هذا الأصل، مع كثرة علوم الإسلام، وتعدد فروعها وأجزائها؛ مما حمل المهتمين بالمكتبات العربية وتصنيفها على تعديل التصنيف العشري في ترجمته العربية، وصار العدد ٢١٠ وأجزاؤه للدين الإسلامي؛ محاولين أن يستوعب هذا التعديل تصنيف المكتبة الإسلامية؛ فترى مثلًا المذهب الشافعي في تصنيف رقم ٢١٧.٣ وتحليل ذلك:
٢٠٠ ديانات
٢١٠ الدين الإسلامي
٢١٧ المذاهب الإسلامية
٢١٧.٣ المذهب الشافعي
ومع كل هذا فإننا نرى أن التصنيف العشري لم يستغن عن الرمز ببعض الحروف لفئة من الكتب؛ فاستبدلت أرقام تصنيفها بحروف....
ولعل انتشار هذا التصنيف في النصف الثاني من القرن العشرين، واعتماده في أكثر مكتبات أمريكا وبعض أوربا - يعود إلى تبني المتهمين بشؤون المكتبات وتصنيفها هذا النظام في مؤتمرهم العالمي الذي تم انعقاده سنة ١٩٣٧م؛ محاولة منهم في توحيد نظم تصنيف المكتبات وتسهيل المعرفة.
وقد بدأت بعض المكتبات في العالم العربي تطبيق التصنيف العشري في تصنيف محتوياتها، وترتيب موجوداتها.