هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي البغدادي، خرجت به أمه من مرو وهي حامل فولدته ببغداد في ربيع الأول من سنة "١٦٤هـ"، وفيها نشأ وطلب العلم، توفى والده وهو صغير، وفي بغداد لقي أكابر أهل العلم؛ إذ كانت بغداد آنذاك حاضرة الدولة العباسية، ومَحَطَّ أنظار العلماء وطلاب العلم، ولم يكتف بلقاء علماء بلده؛ بل تطلع إلى لقاء علماء الأقاليم الأخرى، فرحل في طلب الحديث إلى الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام والجزيرة، وفارس، وخراسان، وغيرها. وقد حج خمس مرات؛ منها ثلاث راجلًا، وقد أتاح له ارتحاله في طلب الحديث السماع من شيوخ كثيرين، من أشهرهم بشر بن المفضل، وإسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان وأبو داود الطيالسي، والإمام الشافعي وآخرون، وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود.. والشافعي، ويزيد بن هارون، ويحيى بن معين، وعَلِيٌّ بن المديني، وابناه صالح وعبد الرحمن، وأبو بكر الأثرم، وبقي بن مخلد، وآخرون.
كان نشيطًا ذكيًا محبًا للعلم، قال يحيى القطان: ما قدم علي مثل
١ أهم مصادر ترجمته والكلام في مسنده: "تاريخ بغداد" ص٤١٢ ج٤، و"تهذيب التهذيب" ص٧٢ - ٧٦ ج١، وكتاب "ابن حنبل حياته وعصره - آراؤه وفقهه" للشيخ محمد أبو زهرة، و"خصائص المسند" للحافظ أبي موسى المديني، و"المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد" للحافظ شمس الدين الجزري. مسند الإمام الأحمد الجزء الأول.. وتقدمة الجرح والتعديل ص٢٩٢ - ٣٠٩.