للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د- أشهر ما صنف في معاجم الحديث والكتب المرشدة إلى مواضعه:

١- الجامع الصغير من حديث البشير النذير:

للإمام الحافظ أبي بكر جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي "٨٤٩ - ٩١١هـ" من أجمع ما صنف فى معاجم الحديث، رتبه السيوطي على حروف الهجاء وراعى في هذا أول الحديث فما بعده، وجمع فيه الأحاديث من ثلاثين كتابًا١؛ حتى بلغ عدد ما فيه عشرة آلاف حديث، وأشار إلى درجة كل حديث ورمز إلى المخرجين. وقد طبع هذا الكتاب في مجلدين كبيرين أكثر من مرة وتصدى لشرحه أكثر من عالم٢، والكتاب مشهور سهل التناول لا يستغنى عنه عالم أو طالب علم.


١ كان السيوطي قد ألف كتابًا كبيرًا في الحديث النبوي مرتبًا على حروف المعجم سماه جمع الجوامع، اقتضب منه الجامع الصغير، ثم جعل للجامع الصغير ذيلًا سماه زيادة الجامع وقد ضم الشيخ يوسف النبهاني هذه الزيادة إلى الجامع الصغير وأحسن ترتيب أحاديثهما، وسمى المجموع الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير، وطبع الكتاب طبعة جيدة في ثلاث مجلدات، وذكر أن عدة أحاديث الزيادة أربعة آلاف وأربعون حديثًا.
وقد رأى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أنه قد طرأ بعض التحريف أو السقط أو الزيادة على رموز الأحاديث التي وضعها السيوطي إشارة إلى درجة الحديث من الصحة أو الحسن أو الضعف، وأن كثيرين من أهل العلم يثقون بهذه الرموز ثقة مطلقة من غير أن يحققوا في الحديث ودرجته؛ لهذا رأى من الأهمية بمكان أن يتولى تحقيق ذلك وتخريج أحاديث زيادة الجامع. وأن يجعل هذا في قسمين الأول:
"صحيح الجامع الصغير وزيادته" وهو يشمل الصحيح والحسن، والثاني منهما "ضعيف الجامع الصغير وزيادته" وهو خاص بما لا يحتج به من الحديث، وهو يشمل الضعيف والضعيف جدًا والموضوع. وقد ظهرت الأجزاء الأولى من الكتابين، سهل الله له إتمام ذلك ونفع به.
٢ من أشهر شروحه "فيض القدير شرح الجامع الصغير" للشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن تاج العارفين المناوي القاهري أحد كبار العلماء "٩٥٢ - ١٠٣١هـ" شرح الجامع شرحًا وافيًا واستدرك علي السيوطي في بعض الأحاديث وذكر فوائد جليلة، طبع الكتاب في ست مجلدات كبيرة سنة "١٣٥٦هـ - ١٩٣٨م" بالمطبعة التجارية بمصر وعدة ما فيه من الأحاديث "١٠٠٣١" عشرة آلاف حديث وواحد وثلاثون حديثًا.
ولا بد من الإشارة هنا إلى كتاب "كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" للشيخ علاء الدين علي المتقي "٩٧٥هـ"؛ فقد جمع المؤلف الجامع الصغير وزياداته ورتبه على أبواب الفقه، وسمى هذا المؤلف "منهج العمال في سنن الأقوال" ثم بوب ما بقي من قسم الأقوال من الجامع الكبير على أبواب الفقه وسماه "الإكمال لمنهج العمال"، ثم مزج بين هذين المؤلفين، وميز بين أحاديث الإكمال لمنهج العمال، ثم مزج بين هذين المؤلفين، وميز بين أحاديث الإكمال؛ لأن أحاديث الجامع الصغير وزياداته أصح وأخصر وأبعد من التكرار وسمي الكتاب "غاية العمال في سنن الأقوال"، ثم بوب قسم الأفعال على أبواب الفقه وجمع بين أحاديث الأقوال والأفعال وسمي مجموع ذلك "كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" قال المؤلف: "فمن ظفر بهذا التأليف قد ظفر بجمع الجوامع مبوبًا مع أحاديث كثيرة ليست في جمع الجوامع؛ لأن المؤلف رحمه الله زاد في الجامع الصغير وذيله أحاديث لم تكن في جمع الجوامع". طبع في أربعة عشر جزءًا كبيرًا في الهند سنة ١٣٦٤هـ. ويطبع في هذه الأيام طبعة محققة في حلب المكتبة العربية الإسلامية وطبع منه حتى "صيف ١٣٩٥هـ - ١٩٧٥م" نحو ثلثي الكتاب. وطبع "منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال"؛ لعلي المتقي الهندي على حواشي مسند الإمام أحمد وطبع كنز العمال أخيرا في ١٦ جزءًا بمؤسسة الرسالة.

<<  <   >  >>