كانت المكتبة في الإسلام نواة للجامعات والمعاهد العليا العليا، تقوم بمهمة المعاهد ودرو العلم في العصر الحديث كما تقوم بدور المكتبة في عصرنا الحاضر؛ من حيث تسهيل مطالعة القراءة فيها، ووضع أهم المؤلفات بين أيديهم، وتيسير سبل الاطلاع بالإعارة الداخلية والخارجية وما يلحق بذلك.
ولأهمية الدور العظيم الذي كانت تقوم به المكتبة الإسلامية في العصور الغابرة اهتم المسؤولون ببنائها، المعد لاستقبال أفواج القراء وطلاب العلم والعلماء؛ فشيدت أمهات المكتبات على طراز خاص يضم غرفًا واسعة متعددة تربط بينها أروقة فسيحة، وممرات عريضة، وكانت الكتب توضع على الرفوف المثبتة بجوار الجدران. وخصصت بعض الحجرات للمطالعة، وبعضها للنسخ والترجمة، وبعضها للحلقات العلمية والمناظرات، وقد أثثت جميع الغرف تأثيثًا جيدًا مريحًا، وفرشت أرضها بالبسط والحصير، وكان للنوافذ والأبواب ستائر جميلة تدفع حر الشمس عن القراء، وعلى مدخل المكتبة ستارة سميكة تمنع دخول الهواء البارد في الشتاء إلى غرف المكتبة المختلفة، قال
١ للتوسع في هذا الموضوع راجع كتاب تاريخ التربية الإسلامية للدكتور أحمد شلبي ص١٤٧-١٧٨، وكتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين الجزء الثالث.