للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقريزي: إن دار الحكمة بالقاهرة لم تفتح أبوابها للجماهير؛ إلا بعد أن فرشت وزخرفت وعلقت على جميع أبوابها وممراتها الستور، وأقيم قوام وخدام وفراشون وغيرهم رسموا بخدمتها١.

وقد كان النظام في جل المكتبات الغسلامية أن توزع الكتب على الحجرات حسب موضوعاتها: غرفة للعربية وعلومها، وغرفة للفقه، وأخرى للحديث وهكذا، وقد تضم بعض الغرف خزائن لأكثر من علم.

وكانت الكتب توضع على الرفوف، ينضد بعضها فوق بعض؛ حيث يكون القطع الكبير في أسفلها والقطع الصغير فوقه؛ حتى لا يختل نظمها، ويكثر تساقطها؛ لهذا كانوا يكتبون عنوان الكتاب واسم مؤلفه على أطراف الصفحات مجتمعة -أي على سمك الكتاب- بحيث تكون أطراف الحروف العليا تجاه أول الكتاب، وتنضد الكتب بعضها فوق بعض ويجعل الجانب الذي عليه الكتابة في الجهة الخارجية للرف ليواجه المطالعين؛ فتسهل معرفته والاستفادة منه. وقد يكتب عنوان الكتاب واسم مؤلفه على أطراف الورق الثلاثة للكتاب، أما الكتب النفيسة، أو الكتب غير المجلدة، أو التي يخشى عليها لضعف ورقها؛ فغالبًا ما كان يحفظ كل كتاب منها في صندوق صغير أوسع من الكتاب بقليل، مصنوع من الجلد أو الورق المقوى الغليظ؛ وحينئذ يكتب عنوان الكتاب واسم مؤلفه على جانب الصندوق٢.


١ تاريخ التربية الإسلامية ص١٤٨ عن الخطط للمقريزي ص٤٠٨ ج١.
٢ وقد رأينا بعض هذه الصناديق، ومنها ما قد زين بزخارف جميلة ولون بألوان متناسقة جذابة، وقد حرص القدامى على هذه المؤلفات؛ فزودوا صناديق هذه الكتب بشرائط من القماش؛ فإذا أدخل الكتاب في صندوقه دخل الشريط أمامه وبقي بعضه خارج الصندوق، وما عليك حين تريد إخراج الكتاب إلا أن تمسك بطرف الشريط وتجذبه برفق فيخرج الكتاب بسهولة ويسر.

<<  <   >  >>