ومعرفة مفردات الحديث ومعناها هي الخطوة الأولى إلى فهم معنى الحديث واستنباط الحكم منه، وتتأكد العناية بمعرفة غريب الحديث لمن يروي الحديث بالمعنى. ومما تجدر ملاحظته أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن غريبًا على الأمة العربية في صدر الإسلام؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب لسانًا، وأعذبهم نطقًا، وأسدهم لفظا، وأقواهم حجة، وأوضحهم بينة، وأقومهم عبارة وأعرفهم بمواقع الخطاب، ولا غرو في هذا؛ فقد بعثه الله عز وجل في أمة تعتز بلغتها، وتعجب بسحر كلمها وقد صنعه على عينه؛ فكان يخاطب العرب على اختلاف قبائلهم ولهجاتهم بما يفهمون، ويخاطبهم بما يعقلون. وما لبث أن دخل في دين الله كثير من أبناء الأمم الأخرى، في حياته =