دأب قسم المخطوطات الملحق بالمكتبة المركزية في جامعة الرياض على اقتناء المخطوطات العربية في مختلف أنواع العلوم، وازداد نشاطه منذ عشر سنوات واقتنى مجموعة كبيرة من المخطوطات المصورة في التراث الإسلامي؛ اختارها عن مخطوطات المكتبات العامة والخاصة في المملكة وخارجها، وعكف المتخصصون على تصنيفها وفهرستها ولا يزال النشاط مستمرًا في هذا الميدان، إلى جانب اقتناء ميكروفيلم لآلاف المخطوطات. وفي هذا القسم جميع الأجهزة الحديثة التي تسهل الاستفادة من محتوياتها والانتفاع بها، وكان في نية المشرفين على هذا القسم التوسع في أعماله وإمداده بكل ما يحتاج إليه الباحثون وطلاب الدرسات العليا من تصوير وتحميض وطبع، ونسخ للميكروفيلم، والأمل أن تكن تلك الرغبات قد تحققت؛ إذ لم تتح لي زيارة جامعة الرياض ومكتبتها بعد عام ١٣٩٣هـ- ١٩٧٣م، ولم أقف على آخر إحداثاتها ومشاريعها في هذا الميدان.
ولا بد من الإشارة إلى أن بعض وزارات الثقافة والمؤسسات العلمية المكتبية وغيرها في بعض البلاد العربية والإسلامية قد ألحقت بمكتباتها أقسامًا للميكروفيلم وللمخطوطات المصورة، وهذا دليل على اهتمام الأمة بتراثها على المستويات الرسمية وغير الرسمية، وهذا دليل على اهتمام الأمة بتراثها على المستويات الرسمية وغير الرسمية، وأن إنشاء مراكز لحفظ التراث وإحيائه ونشره في مختلف البلاد له أهمية كبيرة، وأثر بعيد في توجيه الأجيال نحو البحث العلمي الجاد، والموضوعية العملية؛ بما يقفون عليه من جهود أسلافنا العظيمة في مختلف ميادين العلم وحقوله على مر العصور، وبما يدركونه من سبق علمائنا إلى بناء الحضارة الإنسانية والإسهام في إثرائها، والعمل على تقدمها على أسس علمية منهجية، وقيم أخلاقية خالدة، لا يشق لهم فيها غبار، ولا يدركهم غيرهم إلا ممن سار على نهجهم وتأسى بهم.