غيره من الأمور المسلم بها، وأنها حقائق لا يعتريها الشك أو لا يعتورها الخطأ؛ ذلك لأن بعض الآراء يبنى على أساس غير سليم. من هنا وجب على الباحث أن يمحص ويفحص ما يقرأ فيعتمد ما يقوم على دعائم سليمة قوية، ويرد غيره.
ب- أن يكون موضوعيًا في بحثه بعيدًا عن الأهواء والأوهام يثبت ما يراه الحق، وما يقود إليه الدليل وإن خالف ميله وهواه.
ج- أن يكون دقيقًا في عمله نظاميًا منطقيًا، يلتزم الأمانة في النقل والنقد والعرض.
د- يحترم آراء الآخرين، لا يؤدي به الغرور العلمي إلى الحط من آراء غيره، أو النيل من شخصياتهم؛ وإن كان على صواب فيما ينقد أو يعرض؛ فكل هذا يشين بحثه ويحط من مكانته وقوته، وينفر القارئ من مطالعته، وإن التزام أدب البحث والموضوعية العلمية يجنب الباحث الزلل في مثل تلك المتاهات التي ترفضها روح البحث، ولا يرضى بها منصف.
وإذا توافرت كل تلك الأمور للباحث؛ فإنه لا بد له من وجود المشكلة التي تحتاج إلى حل، أو البحث الذي يحتاج إلى معالجة وتحليل وعرض وغير ذلك، ولا بد أن تكون المشكلة جديرة بالحل، ولها أهميتها في الميدان الذي تبحث فيه كي يكتب للباحث النجاح في موضوعه.