الآية الأولى وفيها سبع مسائل "مثلًا"، المسألة الأولى ويذكر المسائل ويفصل القول فيها. والكتاب قيم جامع لولا أن المؤلف يعتسف أحيانًا ويرد على مخالفيه ردودًا لاذعة مقذعة؛ إلى جانب إنصافه الواضح في كتابه؛ ولكن هذا الإنصاف لا يلبث أن تشوبه العاطفة المذهبية في بعض الأحيان فيخرج من الحياد إلى التعصب في بعض المسائل١، ولا بد من الإشارة إلى أنه كثيرًا ما يحتكم إلى اللغة في استنباط بعض المعاني، وأنه لم يخض في الإسرائيليات، ولم يعتمد الأحاديث الضعيفة بل حذر منها. طبع الكتاب طبعة جديدة في أربعة أجزاء بتحقيق علي محمد البجاوي سنة ١٣٧٦هـ - ١٩٥٧م بالقاهرة.
١٤- الجامع لأحكام القرآن:
للإمام المفسر أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الأندلسي القرطبي "٦٧١هـ"، هذا الكتاب من أجمع ما صنف في تفسير آيات الأحكام؛ فقد سلك أسباب النزول والقراءات ووجوه الإعراب وتخريج الأحاديث وبيان غريب الألفاظ القرآنية وما يحتاج إلى بيانه بالاستشهاد بأشعار العرب وغير ذلك مما يزيد في إيضاح واستنباط الأحكام، سلك ذلك في عقد متناسق، وضم إليه كثيرًا من أقوال السلف، ونقل عن بعض من سبقه وعزا كل قول إلى صاحبه، وأفاد في آيات الأحكام بوجه خاص من كتاب أحكام القرآن لابن العربي، وذكر المذاهب الفقهية في آيات الإحكام وألحق بها الأدلة؛ حتى استوفى ما أراد من تفسيره، من غير أن يحشوه بغرائب القصص وضعيف الأخبار من الإسرائيليات وغيرها، ومُطَالِع هذا التفسير يَقِفُ على إمامة القرطبي وإنصافه وعدم تعصبه، كما يقف على مناقشاته العلمية الدقيقة وردوده القوية، وقد طبع هذا
١ انظر أحكام القرآن لابن العربي ص١٩٤ ج١ ص٣١٨ ج١ وقارن بـ "التفسير والمفسرون" ص١١٨ ج٣ وما بعدها.