يعد كتاب المحلى أكبر مصدر مطبوع في الفقه الظاهري، بل في الفقه الإسلامي المقارن. فقد مهد ابن حزم لكتابه هذا بمبحثين هامين الأول في التوحيد، والثاني في القواعد الأصولية، واستنباط الأحكام من القرآن والسنة وبالإجماع، ومنع العلم بالقياس، وأن يقلد أحد أحدا في شرع الله عز وجل. ثم انتقل بعد ذلك إلى المباحث الفقهية، فيذكر المسألة حسب الفقه الظاهري، ويبين أقوال الفقهاء فيها، ويسوق أدلتهم، ثم يتناول أدلة مخالفيه بالنقض، فإن كانت نقلية بين العام منها من الخاص والمقيد من المطلق والناسخ من المنسوخ، والقوي من الضعيف، وإن كانت عقلية قارع الحجة بالحجة، وقد يناقض قياس المخالف بقياس معارض لإبطال قياس المخالف لا احتجاجا بالقياس، بل لإفحامه بالأسلوب والدليل الذي جعله حجة له فينقلب حجة عليه.
كما أنه يذكر أقوال بعض الصحابة والتابعين، وإن مطالع كتابه هذا وغيره من مؤلفاته يشعر بعنفه في الرد على مخالفيه، وبشدته في الدفاع عما يختاره من الأقوال، وشدة ابن حزم مشهورة، فقد ذهب مثلًا قول القائل:"لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان" وقد كانت حدة طبعه وشدته سببا في نفور علماء عصره منه.
ولأهمية كتاب المحلى ولمكانته في الفقه الإسلامي، قامت موسوعة الفقه الإسلامي الملحقة بكلية الشريعة في جامعة دمشق بفهرسة هذا الكتاب فهرسة موسوعية دقيقة تسهل الاستفادة منه. طبع هذا الفهرس باسم "معجم المحلى في الفقه الظاهري" في مجلدين سنة "١٩٦٦م" بدمشق.