بعض المؤرخين، وجعل مصنفه في ثلاثة كتب، تناول في الأول منها "العمران، والملك والسلطان، والكسب والمعاش، والصنائع والعلوم" بالعرض العلمي الدقيق وطبع هذا الكتاب مع المقدمة التاريخية واشتهر بين أهل العلم باسم مقدمة ابن خلدون.
وعرض في الكتابين الثاني والثالث من مصنفه الأخبار التاريخية؛ فذكر أخبار العرب منذ الخليقة إلى أواخر عهدهم في الأندلس في مختلف الأقاليم الإسلامية. ويعد كتابه مصدرًا هامًا في أخبار دول المغرب والأندلس لصلته الوثيقة واطلاعه على ما ألف فيها وسماعه أخبارها، ومثل هذا نقول في أخبار البربر التي عرضها في القسم الثالث من كتابه؛ لأنه سجل ذلك من مشاهداته واتصالاته. ويتميز كتاب ابن خلدون بحسن تصنيفه وتتبعه أخبار كل دولة منذ قيامها إلى نهايتها، طبع هذا الكتاب في سبعة أجزاء سنة "١٢٨٤هـ" في بولاق بمصر كما طبعت مقدمته منفصلة عنه عدة مرات، وأفضلها الطبعة التي قام بتحقيقها والتعليق عليها الدكتور علي عبد الواحد وافي.
وإلى جانب هذه المصادر الأصيلة في التاريخ الإسلامي العام مصادر كثيرة يضيق المقام عن ذكرها١.
١من هذه المصادر: "مروج الذهب ومعادن الجوهر" لأبي الحسن علي المسعودي المولود في بغداد والمتوفى سنة "٣٤٦هـ" ببغداد تحدث في تاريخه هذا عن بدء الخليقة إلى سنة "٣٣٦هـ" من الدولة العباسية. طبع الكتاب في جزأين سنة "١٢٨٣هـ" بمصر، وطبع بعد ذلك كما طبع على هامش الكامل، وغيره. ومنها أيضًا "تجارب الأمم وتعاقب الهمم" لأبي علي أحمد بن محمد مسكويه "٤٢١هـ" أرخ للدولة العباسية "من سنة ٢٩٥ - ٣٦٩هـ" وفصل القول في النزاع بين العناصر المختلفة، والحروب مع الدول المجاورة، واهتم ببيان =