القالي في مقدمته " ... أودعته فنونًا من الأخبار، وضروبًا من الأشعار وأنواعًا من الأمثال، وغرائب من اللغات؛ على أني لم أذكر فيه بابًا من اللغة إلا أشبعته، ولا ضربًا من الشعر إلا اخترته، ولا فنًا من الخبر إلا انتخلته، و ... ". فجاء كتابه جامعًا لصنوف الأدب والحكمة ونودار الأخبار والآثار. طبع الكتاب في مجلدين، وطبع ذيله وكتاب "النوادر" للقالي وكتاب "التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه" للعالم أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري جميعها في مجلد وكانت الطبعة الثالثة للمجلدات الثلاث سنة "١٣٤٤هـ - ١٩٢٦م".
٦- صبح الأعشى في صناعة الإنشا:
للشيخ أبي العباس أحمد بن علي القلقشندي القاهري "٧٥٦ - ٨٢١هـ" من أكبر دواوين الأدب، كتاب جامع تناول اللغة العربية قبل الإسلام وحالها بعد الإسلام، وازدهارها في أوج الدولة الإسلامية، وانتشارها في أرجاء المعمورة، وما بلغته من درجات الرفعة والارتقاء، وما أصابها من وهن بضعف الدولة بعد ذلك، وقد دفعه هذا إلى أن يتكلم في تطور الدولة الإسلامية وولاتها ودويلاتها في المشرق والمغرب، وما بلغته من المجد والحضارة؛ فذكر نوادر الأخبار، ووصف الأقاليم والأنهار؛ فغدا كتابه موسوعة علمية أدبية جامعة فيها تاريخ وسير، ولغة وأدب، وفقه وتفسير وحديث، وشرح للأمثال والحكم العربية، وبسط لنظام الحكومات عامة، والحكومة المصرية خاصة؛ لأنه عاش في ربوع مصر وترعرع فيها. وفيه من المتفرقات المجموعة ما لا نجده في غيره، طبع قديما سنة "١٣٣١هـ - ١٩١٣م" بمطبعة دار الكتب المصرية، في أربعة عشر مجلدًا، وصور ثانية سنة "١٩٦٥م" بإشراف الدار القومية للطباعة والنشر بمصر.