للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صنف الإمام الغزالي كتابه هذا على منهج فريد لم يسبق إليه، واجتهد في تبويبه والتفريع عليه؛ فتكلم في العقيدة وحقيقة الوحدانية،


= من غير دليل ولا رفيق متعب ومكد؛ فأدلة الطريق هم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، وقد شغر منهم الزمان، ولم يبق إلا المترسمون وقد استحوذ على أكثرهم الشيطان، وأغواهم الطغيان، ... ولقد خيلوا إلى الخلق أن لا علم إلا فتوى حكومة تستعين به القضاة على فصل الخصام. عند تهاوش الطغام، أو جدل يتذرع به طالب، أو سجع مزخرف يتوسل به الواعظ إلى استدراج العوام؛ فأما علم طريق الآخرة وما درج عليه السلف الصالح؛ مما سماه الله سبحانه في كتابه فقهًا وحكمة، وعلمًا؛ فقد أصبح من بين الخلق مطويًا ولما كان هذا ثلمًا في الدين ملمًا، وخطبًا مدلهمًا، رأيت الاشتغال بتحرير هذا الكتاب مهما، إحياءً لعلوم الدين وكشفا عن مناهج الأئمة المتقدمين وإيضاحًا لمناحي العلوم النافعة عند النبيين والسلف الصالحين. وقد أسسته على أربعة أرباع، وهي:
١- ربع العبادات.
٢- وربع العادات.
٣- وربع المهلكات.
٤- وربع المنجيات.
ويشتمل ربع العبادات على عشرة كتب:
كتاب العلم، وكتاب قواعد العقائد، وكتاب أسرار الطهارة، وكتاب أسرار الصلاة وكتاب أسرار الزكاة، وكتاب أسرار الصيام، وكتاب أسرار الحج، وكتاب آداب تلاوة القرآن، وكتاب الأذكار والدعوات، وكتاب ترتيب الأوراد في الأوقات.
وأما ربع العادات فيشتمل على عشرة كتب:
كتاب آداب الأكل، وكتاب آداب النكاح، وكتاب أحكام الكسب، وكتاب الحلال والحرام، وكتاب آداب الصحبة والمعاشرة مع أصناف الخلق، وكتاب العزلة، وكتاب آداب السفر، وكتاب السماع والوجد، =

<<  <   >  >>