للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويسمو بها، وعدد الخصال المذمومة وبينها وبين أسبابها، والآثار التي تتولد عنها، وعرج على وسائل الإقلاع عنها، وفصل في إيضاح معالجتها، تزكية للنفس، تطهيرا للقلب، فغاص على فلسفة


= العالمين، وأذكر في كل خصلة حدها وحقيقتها، وسببها الذي به تجتلب وثمرتها التي منها تستفاد، وعلامتها التي بها تتعرف، وفصيلتها التي لأجلها فيها يرغب، مع ما ورد فيها من شواهد الشرع والعقل.
... فلم أبعد أن يكون تصوير الكتاب بصورة الفقه تلطفا في استدراج القلوب ... فثمرة هذا العلم طب القلوب والأرواح، المتوصل به إلى حياة تدوم أبد الآباد ... " إحياء علوم الدين ص١ - ٦ ج١ ولنضرب مثلًا من العبادات؛
ففي أسرار الصلاة ذكر فضيلة الآذان وفضيلة المكتوبة وفضيلة إتمام الأركان وفضيلة الجماعة، وفيها ذكر حديث صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، وحديث أبي هريرة في التشديد على ترك الجماعة وغيره من الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين، وختمها بما روي عن السلف أنهم كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى، ويعزون سبعًا إذا فاتتهم الجماعة. انظر الإحياء ص٧٣-٧٤ ج١. ولا بد من الإشارة إلى أنه ذكر في باب الأذكار والأوراد في الأوقات أحاديث صحيحة وحسنة، كما ذكر أحاديث ضعيفة كثيرة ولا يخفى هذا على من يطالع تخريج الحافظ العراقي لأحاديث الإحياء، ولعله تساهل بذكر الضعيف؛ لأنه مما عمل به في الفضائل.
وفي ربع العادات ذكر كتاب الحلال والحرام، وفيه درجات الحلال والحرام، وذكر ورع العدول وورع الصالحين وورع المتقين وورع الصديقين وألحق بكل صنف أمثلة موضحة؛ لذلك انظر ص٣٠-٣٧ ج٥ المجلد الثاني.
وتحدث في ربع المهلكات عن معنى النفس والروح والقلب والعقل، وضرب لذلك أمثلة موضحة، طبع في أواخر الجزء الرابع كتاب الإملاء في إشكالات الإحياء، وكتاب "تعريف الأحياء بفضائل الإحياء" للشيخ عبد القادر بن عبد الله العيدروس باعلوي.

<<  <   >  >>