كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها

من كتاب الفرائض - ٢ ـ باب ما جاء في ميراث الذي يسلم على يدي الرجل - ج: 3 - ص: 269

وهذا الإسناد ضعيفٌ لأجل معاوية بن يحيى، فقد أجمعوا على ضعفه١، ولذلك فقد أعلَّ هذا الحديث به: ابنُ عدي، والدارقطني، والبيهقي، والهيثمي٢. وقال ابن أبي حاتم في (العلل) ٣: "وسمعت أبا زرعة وقرأ علينا كتاب الفرائض، فانتهى إلى حديث كان عنده عن: عمرو الناقد، عن عيسى بن يونس، عن معاوية بن يحيى ... فامتنع أبو زرعة من فراءته علينا، ولم نسمعه منه".

قلت: ومعاوية بن يحيى وإن كان ضعيفاً، فقد ذهب بعضهم إلى أنَّ ما حَدَّثَ به بالشام أحسنُ حالاً من غيره٤، وإسناد هذا الحديث شاميٌّ، فالغالب أنه مما حَدَّثَ به بالشام، فلعل ذلك يُعطي هذا الحديث قوةً، وأنه - مع ضعف إسناده - إذا ضُمَّ إلى حديث تميم الداري المتقدم، تَقَوَّى كلُّ منهما بالآخر.

وأما رواية جعفر بن الزبير٥ التي أشار إليها ابن القَيِّم آنفاً: فأخرجها ابن عديٍّ في (الكامل) ٦ - ومن طريقه البيهقي في (سننه) ٧ -

---

١ انظر ترجمته في الميزان: (٤/١٣٨) ، وتهذيب التهذيب: (١٠/٢١٩) .
٢ مجمع الزوائد: (٥/٣٣٤) .
(٢/٥٣) ح ١٦٤٦.
٤ قاله أبو زرعة، انظر: الجرح والتعديل: (٤/١/٣٨٤) .
٥ الحنفي، أو الباهلي، الدمشقي، نزيل البصرة، متروك الحديث، وكان صالحاً في نفسه، من السابعة، مات بعد ١٤٠هـ / ق. (التقريب ١٤٠) .
(٢/١٣٥) .
(١٠/٢٩٨) .