للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظيفة التدريس بهذه المدارس أكابرُ علماء الوقت، فكانت المدارس - بهذه المثابة - تُشْبِه الجامعاتِ العِلْمِيَّةَ في وقتنا الحاضر، بل إنَّ نظام الدراسة في كثير من جامعاتنا اليوم يشبه إلى حدٍّ كبير نظام الدراسة قديماً.

ولَمَّا كان ابن القَيِّم - رحمه الله - واحداً من جهابذة علماء ذلك العصر وأئمته المُقَدَّمين؛ فإنه قد شارك بجهده وعلمه في هذا الجانب المهم، ألا وهو التدريس.

وقد أشار بعض مترجميه إلى ممارسته هذه الوظيفة١.

أما عن الأماكن التي درَّس بها، فقد أجمعت المصادر التي ذكرت ممارسته للتدريس على ذكر تدريسه بالمدرسة "الصدرية"٢، وقد سَبَقَ الكلام عليها٣.

ويُحَدِّد الحافظ ابن كثير تاريخ تَوَلِّيهِ التدريس بهذه المدرسة، فيقول: "وفي يوم الخميس سادس صفر - يعني سنة ٧٤٣هـ - درَّس بالصَّدْرِيَّةِ صاحبنا الإمام العلامة شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزُّرَعِيّ"٤.

ثم يشير - رحمه الله - إلى أن دَرْسَه كان حَافِلاً، حَضَرَهُ جمع من


١ انظر: ذيل العبر: (ص١٥٥) ، وذيل طبقات الحنابلة: (٢/٤٤٩) ، والبدر الطالع: (٢/١٤٣) .
٢ انظر: ذيل الطبقات: (٢/٤٤٩) ، والبدر الطالع: (٢/١٤٣) .
٣ انظر ص: (٧٢) .
٤ البداية والنهاية: (١٤/٢١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>