للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب كلها كذب مفترى"١.

وهذا الحكم - لا شك - مبني على استقراءٍ لأحاديث الباب كلها، فإنه قد قرر أن هذه الأحاديث - مع اشتمالها على معان باطلة - لم يصح منها عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء.

١٠- أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطُّرُقِيَّة أشبه وأليق.

ومن الأمثلة التي ذكرها ابن القَيِّم - رحمه الله - لذلك:

- حديث: "الهريسة تشد الظهر" ٢.

- وحديث: "أكل السمك يوهن الجسد" ٣.

- وحديث: "من أخذ لقمة من مجرى الغائط أو البول، فغسلها ثم أكلها غفر له" ٤.

١١- أن يكون مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه.

والظاهر أن ابن القَيِّم - رحمه الله - قصد بذلك: مخالفة الحديث للشواهد الصحيحة من الكتاب والسنة.


١ المنار المنيف: (ص٦٤) ، وانظر ص (١١٠ - ١١١) . وينظر حول ذلك: الموضوعات لابن الجوزي (٣/٤٦٠ - ٤٧٦) .
٢ المنار المنيف: (ص٦٤) . وانظر: الأسرار المرفوعة (ص٤١٨) .
٣ المنار المنيف: (ص٦٤) . وانظر: الموضوعات لابن الجوزي (٣/١٥٥) ح١٣٦٨، واللآلئ (٢/٢٣٣) ، وتنزيه الشريعة (٢/٢٣٩) ح١٧. ولفظه عند هؤلاء الثلاثة: "يذهب الجسد". قال ابن الجوزي عقبه: "هذا حديث ليس بشيء لا في إسناده، ولا في معناه، ولعله "يذيب الجسد" فقد اختلط على الراوي وفسره على الغلط، والسمك لا يذيب الجسد، ولا يذهب الحسد"، ثم بين شدة ضعف إسناده، ثم قال: "وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم يُتحاشى عن مثل هذا".
٤ المنار المنيف: (ص٦٥) ح١١٧. وانظر: الأسرار المرفوعة (ص٤٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>