للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان والد ابن القَيِّم - رحمه الله - قيِّماً على هذه المدرسة، وقد أمَّ ابن القَيِّم - رحمه الله - للصلاة بها كما سيأتي.

ولا يزال محل هذه المدرسة معروفاً حتى الآن بدمشق حي (البزورية) الذي كان يعرف قديماً بسوق القمح١، ثم اختلسَ جيرانها مُعْظَمَها وبقيت منها بقية، ثم صارت محكمة في سنة (١٣٢٧هـ) ٢، ثم أقفلت مدة إلى أن فتحتها جمعية الإسعاف الخيري وجعلتها مدرسة لتعليم الأطفال. وقد احترقت في أول الثورة السورية ضد الفرنسيين، ثم أعيد بناؤها مرة أخرى٣.

ولكنها لم تعد مدرسة بعد إعادة بنائها، وإنما (جُدِّدَ مكانها مخازن ومُصَلَّى بسيط) كما يقول محقق كتاب (الدارس في تاريخ المدارس) ٤. ويؤكد ذلك محقق (زاد المعاد) ٥ فيقول: "ولم تزل كذلك - يعني محترقة - حتى أعمرت حوانيت، وجُعِلَ فوقها مسجد صغير تقام فيه بعض الصلوات إلى يومنا هذا".

فتبين من ذلك: أن هذه المدرسة لم يعد باقياً منها إلا مكانها فقط.


١ وتسميته بذلك عرفت قبل عهد ابن كثير رحمه الله، فإنه قال في أحداث سنة (٧٢٨هـ) : "وقد كان سوق البزروية اليوم يسمى سوق القمح". (البداية والنهاية: ١٤/١٣٨) .
٢ منادمة الأطلال: (ص٢٢٧) .
٣ ابن قَيِّم الجوزية - حياته وآثاره: (ص١٣) .
(٢/٢٩) .
(١/١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>