ولم تكن هذه الحصيلة المباركة من هذه المؤلفات، إلا نتيجة لما زخر به ذلك العصر من علماء أفذاذ، وجهابذة حفاظ: في الحديث، والفقه، والتفسير، واللغة، والتاريخ وغير ذلك، ولقد كان ابن القَيِّم - رحمه الله - واحداً من أعلام هذا العصر المبارك، الذين أَمَدُّوا المكتبة الإسلامية بقدر هائل من المؤلفات النافعة في شَتَّى الفنون.
ولقد اتسمت مؤلفات ذلك العصر - إلى حد كبير - بالشمول والجمع والاستيعاب.
فوجدت في ذلك العصر كتب الشروح الحديثية، كـ (شرح البخاري) لقطب الدين الحلبي (ت٧٣٥هـ) ، و (شرح الترمذي) لابن سيد الناس (ت٧٣٤هـ) وكلاهما لم يكمل.
ووجدت كتب الرجال، وعلى رأسها (تهذيب الكمال) للحافظ الْمِزِّي (ت٧٤٢هـ) ، و (الميزان) للحافظ الذهبي (ت٧٤٨هـ) .
وكذا وجدت كتب الأطراف الحديثية، وأهمها في ذلك العصر:(تحفة الأشراف) للحافظ الْمِزِّي.
ووجدت الكتب التاريخية التي جمعت حوادث تلك الفترة وتواريخها وما قبلها، وعلى رأسها (البداية والنهاية) للحافظ ابن كثير (ت٧٧٤هـ) - تلميذ ابن القَيِّم - رحمهما الله تعالى.
كما أُلِّفَت كتب جامعة في اللغة، وأهمها:(لسان العرب) للعلامة ابن منظور (ت٧١١هـ) . إلى غير ذلك من المؤلفات الكثيرة النافعة.
ولعل ابن القَيِّم - رحمه الله - يكون قد أسهم بمؤلفات جامعة