للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحاكم في (المستدرك) ١، كلهم من طريق:

أيمن بن نابل٢، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه به.

وقد أُعِلَّ هذا الحديث كما أشار ابن القَيِّم رحمه الله، وعلته: أن أيمن بن نابل قد وَهِمَ في إسناده ومتنه، وخالفه من هو أوثق منه، وأكثر اختصاصاً بأبي الزبير، وهو: الليث بن سعد، فرواه عن: أبي الزبير، عن طاوس، عن ابن عباس مرفوعاً، ولم يذكروا فيه تلك الزيادة، وهي قوله: "بسم الله وبالله". وتابع الليثَ على ذلك جماعةٌ.

وأيمن بن نابل: صدوق، وثقة الأكثرون٣، ولكن أخذ عليه بعضهم أنه يخطئ ويُخالِف، فقال ابن حبان: "كان يخطئ وينفرد بما لا يُتَابع عليه ... والذي عندي: تَنَكُّبُ حديثه عند الاحتجاج - إلا ما وافق الثقات - أولى من الاحتجاج به"٤. وقال الدارقطني: "ليس بالقويِّ، خالف الناس"٥. وتقدم قول ابن حجر: "صدوق يهم".

وقد كشف الأئمة - رحمهم الله - عن وجه إعلال هذا الحديث، وموضع الخطأ والوهم فيه، فقال الإمام الترمذي: " ... سألت محمداً عن هذا الحديث؟ فقال: هو غير محفوظ، هكذا يقول أيمن بن نابل: عن


(١/٢٦٦) .
٢ أبو عمران، ويقال: أبو عمرو، الحبشي، المكي، نزيل عسقلان، صَدُوقٌ يَهِم، من الخامسة/ خ ت س ق. (التقريب ١١٧) .
٣ انظر تفصيل ذلك في: تهذيب التهذيب: (١/٣٩٣ - ٣٩٤) .
٤ المجروحين: (١/١٨٣) .
٥ سؤالات الحاكم للدارقطني: (ص١٨٧) رقم ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>