للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ـ ملازمته - رحمه الله - لذكر الله واستغفاره: بحيث كان ذا (لَهَجٍ١ بالذكر ... والإنابة والاستغفار"٢.

ومما يذكر عنه في ذلك أيضاً: أنه كان إذا صلى الفجر يجلس مكانه يذكر الله - تعالى - حتى يتعالى النهار جداً، وكان إذا سُئِل عن ذلك يقول: هذه غَدْوَتِي٣، ولو لم أَتَغَدّ هذه الغدوة سقطت قواي٤. وقد ذكر هو - رحمه الله - عن شيخه ابن تَيْمِيَّة مثل ذلك٥ فلا مانع أن يكون هذا الفعل ثابتاً عنهما رحمهما الله.

وحريّ بمثل ابن القَيِّم أن يحرص على الذكر، ويكثر منه ولا يفارقه، ويجد فيه راحة قلبه؛ وذلك أنه عرف منزلة ذكر الله وفوائده الجمة، حتى أخبر - رحمه الله - أن (في الذكر أكثر من مائة فائدة"٦. ثم ساق من هذه الفوائد نيفاً وتسعين فائدة٧.

فرحم الله ابن القَيِّم، ذاك الذي كان مثلاً صادقاً للعلماء العاملين.


١ اللَّهَجُ بالشيء: الولوع به. (مختار الصحاح: لهج) .
٢ ذيل طبقات الحنابلة: (٢/٤٤٨) .
٣ أي غدائي، ويقصد به الغداء المعنوي الروحي، فشبهه بالطعام الذي تقوم به القوى؛ لأن العبادة تقوى بها الروح وتسمو.
والغُدْوَةُ: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس (مختار الصحاح، مادة غدا) .
٤ الدرر الكامنة: (٤/٢١) ، وابن قَيِّم الجوزية - حياته وآثاره: (٤٦) .
٥ الوابل الصيب: (ص٥٣) ، والرد الوافر: (ص٦٩) .
٦ الوابل الصيب: (ص٥٢) .
٧ الوابل الصيب: (ص٥٢ - ١٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>