للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع ذلك فقد ذهب جماعة إلى أن أمره مُحْتَمَل، فقال العِجْلي: "جائز الحديث، حسن الحديث، إلا أن عبد الرحمن بن مهدي كان يقول: أشعث بن سَوَّار أَقْوَى منه. والنَّاس لا يتابعونه على هذا، كان مجالد أرفع من أشعث بن سوار"١. وقال يعقوب بن سفيان: "تَكَلَّمَ الناس فيه، وهو صدوق"٢. وقال الإمام أحمد: "وقد احتمله الناس"٣. وَوَثَّقَه النسائي مرة٤. وقال السَّاجي: "قال محمد بن الْمُثَنَّى: يُحْتَمَل حديثه لصدقه"٥. وقال البخاري: "صدوق"٦. وقال الذهبي: "مشهور، صالح الحديث"٧. وقال مرة: "مشهور صاحب حديث، على لِينٍ فيه"٨.

فَتَلَخَّصَ من ذلك أنَّ مجالداً هذا ليس شديد الضَّعْفِ بحيثُ يُطْرَحُ حديثه بالْكُلِّية، وإنما أمره محتملٌ، فَيُعْتَبَرُ بحديثه إذا وافق الثقات وروى ما روى الناس، وأما إذا انفرد فلا يُحْتَجُّ به، لما تَقَدَّمَ من كلام الأئمة في شأنه. وقد أخرج له مسلم - رحمه الله - في (صحيحه) مقروناً٩، ولعلَّ مقالة ابن القَيِّم: "فيه ضعف" تشعر بهذا الذي قدمنا، فإنها لا شكَّ لا تفيد مطلق الضعف، وسيأتي من كلام غيره ما يُشْعِرُ بذلك أيضاً.


١ الثقات "ترتيب الهيثمي": (ص ٤٢٠) .
٢ تهذيب التهذيب: (١٠/٤١) .
٣ تهذيب التهذيب: (١٠/٤٠) .
٤ المصدر السابق.
٥ المصدر السابق: (١٠/٤١) .
٦ المصدر السابق.
٧ المغني: (٢/٥٤٢) .
٨ الميزان: (٣/٤٣٨) .
٩ تهذيب التهذيب: (١٠/٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>