ومهموسها ومجهورها وأحوال مجهورها ومهموسها، واختلافها، وذلك في باب عقده للإدغام، وقال في آخره:"وإنما وصفت لك في حروف المعجم بهذه الصفات، لتعرف ما يحسن فيه الإدغام، وما يجوز فيه، وما لا يحسن فيه ذلك، وما تبدله استثقالا كما تدغم، وما تخفيه وهو بزنة المتحرك"١. وقد رتب سيبويه الأصوات العربية، حسب مخارجها على النحو التالي مخالفا في بعضه لترتيب الخليل:
ء اهـ ع غ خ/ ق ك/ ج ش ي ض/ ل ر ن/ ط د ت/ ص ز س/ ظ ذ ث/ ف ب م و.
وقد تأثر بكتاب سيبويه كل من جاء بعده من النحاة واللغويين، لا في آرائه النحوية فحسب، بل في آرائه الصوتية كذلك، فأخذوا يرددون كلامه في الأصوات دون أن يزيدوا عليه ما يستحق الذكر، فهذا ابن جني في القرن الرابع الهجري، يؤلف كتابا مستقلا في علم الأصوات هو:"سر صناعة الإعراب"، لا يكاد يخرج فيه عن كلام سيبويه، في تعداد المخارج، ووصف الحروف، فكثيرا ما يقتبس نص العبارات التي جاءت في كتاب سيوبه، ويقف عند حدودها.
وهو في بداية كتابه، يلتمس لحدوث الأصوات وسيلة للإيضاح، لم يهتد إليها سيبويه من قبل؛ إذ يشبه ابن جني مجرى النفس في أثناء النطق بالمزمار، كما يشبه مدارج الحروف ومخارجها، بفتحات هذا المزمار، التي توضع عليها الأصابع، أو بوتر العود وأثر الأصابع، فيقول: "شبه بعضهم الحلق والفم بالناي، فإن الصوت يخرج فيه مستطيلا أملس ساذجا، كما