أثواب من اللغة، ويذهبون إلى أن "أحد لا يستطيع أن ينكر الأهمية العظمى للكلمات، في أي نوع من التفكير، حتى ذلك التفكير الذي يطلق عليه اسم "الكلام الداخلي" inner speech. ومما لا شك فيه أننا مررنا جميعا بالتجربة العامة للأحلام، وعرفنا أن أحلامنا تتبخر من أذهاننا بسرعة، إذا لم نبادر بتسجيلها في كلمات. وكثيرا ما يظل الإنسان عاجزا عن تحديد خطة البحث، الذي ينوي القيام به، أو الطريقة التي يسلكها في مناقشته إلى أن يوضحهما ويبلورهما، بوضعهما في تعبير لفظي. وقد برهنت تجارب التحليل النفسي، على أن مخاوف اللاشعور، سوف تنتهي تلقائيا إلى مجرد تخيلات، ويزول أثرها، فلا تكون عقدا، أو تسبب كبتا، في اللحظة التي تصاغ فيها هذه المخاوف في عبارات واضحة. فإذا جاوزنا ذلك إلى مستوى أعلى، وجدنا أن التفكير المجرد لا يمكن إدراكه، إذا لم يتحول المضمون الذهني الغامض المتميع، إلى شيء مادي، بطريق الصياغة اللفظية"١.
ولكل هذا يرى هؤلاء أن علماء النفس هم الذين يفسرون لنا، كيف ينقل الإنسان فكره إلى غيره، متخذا وجهة نظر الآخرين، ملقيا من تفكيره المدركات الشخصية البحتة. مستبقيا المدركات العامة، التي يفهمها هو ويفهمها غيره.
ونحن لا ننكر هنا أن تكون للنفس البشرية، أثر في الظواهر اللغوية، كما سبق أن قررنا أن العلاقة وثيقة، بين هذه الظواهر اللغوية والظواهر الاجتماعية. وقد لاحظ علماء النفس بحق، أن مسائل كثيرة من علمهم تساعد مساعدة جدية، على فهم الظواهر اللغوية، فالتذكر والاسترجاع،