للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا نكاد نلمح فيها أنه تأثر كغيره بكتاب سيبويه، فله مصطلحاته، وله وصفه الأصيل لكل صوت، مما جعله محل إعجاب وتقدير من بعض اللغويين المحدثين.

وفي القرن السادس الهجري، يؤلف الزمخشري كتابه "المفصل" في النحو، ويخصص القسم الأخير منه للدراسة الصوتية، فيردد فيه كلام الخليل وسيبويه، دون زيادة تذكر.

ولا نكاد نجد بعد هذا في كتب المتأخرين، ما يمكن أن يتسم بالأصالة في دراسة أصوات اللغة، سوى تلك المحاولة التي جاءت في كتاب السكاكي: "مفتاح العلوم" في أوائل القرن السابع الهجري، من رسم بدائي لأعضاء النطق.

ورغم كثرة كتب القراءات في العصور المتأخرة، وعلاجها المسهب للقراءات السبع والعشر وغيرها، نرى أنها حين تعرض لأصوات اللغة، تكتفي ببضع صفحات، تصف فيها مخارج الحروف وصفاتها، في صورة مقتضبة مختصرة، لا تخلو من الغموض أو التحريف، في بعض الأحيان، كما أن عناية أصحابها قد وجهت كلها، إلى رواية القراءات وسندها، معتمدين على تلقين القراءات وضبطها، عن طريق التلقي الشفوي، جيلا بعد جيل، حتى انتهى الأمر إلى بضعة متون صغيرة، سميت "بعلم التجويد" يحفظها الطالب عن ظهر قلب، دون فهم لها في غالب الأحيان. وقد التزمت هذه المتون في غالب أحوالها، نصوص سيبويه وعباراته في شرح أصوات اللغة ووصفها.

تلك هي الدراسات الصوتية عند قدامى العرب. أما الدراسات الصوتية عند علماء الغرب، فقد ظهرت بوادرها في الربع الأول من القرن

<<  <   >  >>