للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمام الراوي، فإن المرء لا يحصل عليها عندئذ، إلا بطريق الصدفة، أو في حالة ما إذا كان راوي اللهجة شخصا ذكي الفؤاد.

"وعلى العموم، تظهر الطريقة المبينة هنا، الفروق بين اللهجات، أقل مما هي عليه في الواقع، وإنه ليفترض دائما حتى الآن، أن الراوي قد أفلح عموما في فهم ما يريده المرء منه "وذلك عسير مع البدو خاصة"، وأنه ذكي بدرجة كافية، فقد اضطررت إلى قطع التسجيلات، في مرات كثيرة، عند أول حديث مباشر في النص الذي علمته؛ لأن الراوي لم يكرره على أنه حديث مباشر، بضميره المناسب.

"وقد تضاعفت هذه الصعوبات، بسبب بعض الأمور الأخرى، وقبل كل شيء بسبب ضيق الوقت الذي أملكه؛ إذ اضطررت للقيام بتسجيلاتي كلها في ٤٥ يوما، في منطقة ذات أبعاد هائلة. وهكذا أصبحت مراكز التسجيل أقل مما كنت أرغب، وفيما عدا ذلك كان لا بد أن يقصر النص المعد للتسجيل، وأن يصرف النظر في كثير من الحالات، عن فحص التسجيل ومراقبته، بسبب ضيق الوقت، وقد تسببت العجلة كذلك، في أنني لم أكن حذرا في انتقاء رواة اللهجة؛ إذ يجب أن يختاروا من بين الأفراد، الذين لم يتعرضوا لأي تأثير أجنبي"١.

وقد بين "برجشتراسر" بعد ذلك، كيف اختار النص الذي عرضه على رواة اللهجة، فذكر أنه أخذ القصة المعروفة بقصة "الفلاح والثور والحمار والديك" في صيغتها الدمشقية، لكي تفهم في المنطقة كلها، من كتاب "أوستروب" Oestrup، غير أنه أعاد كتابتها مرة أخرى، حتى يبتعد


١ انظر: Sprachatls S ٢-٤.

<<  <   >  >>