للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي لا يزال كل شيء، بالنسبة لعرض اللهجة عرضا كاملا نوعا ما، وهذا الأمر هو التركيب، موضوع دراسة النحو، فإنه لا يمكن الحصول عليه بهذه الطريقة مطلقا، فيما عدا بعض التصريفات النحوية، التي قد يخرج بها المرء، بعد ساعات طويلة من الأسئلة. وهكذا لم تبق إلا طريقة واحدة، وهي تسجيل نص متكامل، أو على الأقل جمل متكاملة، غير أن مثل هذا النمط من السلوك في معالجة اللهجة، عن طريق النص الكامل، تصعب معه المقارنة الكاملة المطلوبة، فلم يبق إلا أن يقسم النص إلى جمل صغيرة، وينطق بها أمام الشخص الذي يمثل اللهجة "الراوي"، وهو يعيدها منطوقة بلهجته. وهذا أمر خطير بالطبع، ويحتاج إلى حذر شديد، للوثوق من أن الراوي يتحدث بلهجته حقا، ولا يحاول حسبما يستطيع أن يردد ما يسمعه من غيره، غير أنه لا يجوز لنا أن نبالغ في رفض الصيغ، التي تشبه نظائرها في نطق المسجل أمام الراوي. وقد حدث لي مرات كثيرة. أن الأهالي عندما كنت أسأل أحد البدو في حضورهم، كانوا يحاولون -حينما يفهمون ما أريد- أن يصححوا للبدوى، كل الصيغ الغريبة، التي ينطق بها على سجيته"١.

وقد ذكر "برجشتراسر" الصعوبات التي قابلته في عمله، الذي تولاه بنفسه في منطقة واسعة، ومدة قصيرة نسبيا، فقال: "ومن القواعد المقررة، أنه لا يجوز الاعتقاد فيما يرويه العربي، عن لهجة لا يتحدثها هو بنفسه. وإلى جانب هذا، تأتي صعوبات أخرى، وعلى الأخص عندما يكون في المكان، الذي تبحث لهجته تعبيرات واصطلاحات أخرى، غير التي ألقاها المسجل


١ انظر: Sprachatlas S٢.

<<  <   >  >>