كما يرى "تشومسكي" أن المنهج البنيوي، غير قادر على شرح العلاقات التي يمكن أن تقوم بين مختلف الجمل، فقد تشترك جملتان في الشكل، على حين تختلفان اختلافا جذريا في المعنى، وذلك على نحو ما في الجملتين التاليتين:
صراخ المجرم لم يؤثر في الناس
عقاب المجرم لم يؤثر في الناس
فالجملتان من حيث الشكل الخارجي، متشابهتان تماما، في علاقة المفردات بعضها ببعض، وكذلك في علاقة المسند إليه والمسند. ومع ذلك فالمعنيان يختلفان اختلافا جذريا.
كما وجد "تشومسكي" أيضا، أن هناك بعض الجمل التي تحتمل معنيين مختلفين، ولا يميز الشكل الخارجي بنيهما، فجملة:"كان عقاب علي صارما" مثلا، لا يتضح معناها تماما خارج السياق؛ إذ لا ندري إن كان "علي" هو الذي عاقب إنسانا آخر، أم أن إنسانا آخر هو الذي عاقب عليا.
كانت مثل هذه الجمل، التي يكتنفها اللبس من الوجهة التركيبية، هي التي أدت بتشومسكي إلى التأكيد بأن هذه الجمل معنى ظاهرا "سطحيا" Surface Stucture وهو الذي يقال فعلا، ومعنى مقصودا "عميقا" Deep Structure وهو الذي تكون العلاقات المعنوية فيه واضحة، وأن الذي ينظم العلاقة بين المعنى المقصود "العميق" والمعنى الظاهر "السطحي" هو تلك القوانين التي تطبق على الأولى، فتحولها إلى الثانية. وقد أطلق على هذه القوانين اسم "القوانين التحويلية" Transformational rules١.