للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما عرف أبو عبيد القاسم بن سلام "المتوفى سنة ٢٢٤هـ" اللغة السريانية، وأداة التعريف فيها وهي الفتحة الطويلة في أواخر كلماتها١.

وكذلك أدرك ابن حزم الأندلسي "المتوفى سنة ٤٥٦هـ" علاقة القربى بين العربية والعبرية والسريانية، فقال: "من تدبر العربية والعبرانية والسريانية، أيقن أن اختلافها، إنما هو من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان، واختلاف البلدان، ومجاورة الأمم وأنها لغة واحدة في الأصل"٢.

ويقول الإمام السهيلي "المتوفى سنة ٥٨١هـ": "وكثيرا ما يقع الاتفاق بين السرياني والعربي، أو يقاربه في اللفظ"٣.

كما عرف أبو حيان الأندلسي "المتوفى سنة ٧٥٤هـ" اللغة الحبشية، وأدرك العلاقة بينها وبين العربية، وألف فيها تأليفا مستقلا، فقال: "وقد تكلمت على كيفية نسبة الحبش، في كتابنا المترجم عن هذه اللغة، المسمى: بجلاء الغبش عن لسان الحبش. وكثيرا ما تتوافق اللغتان: لغة العرب ولغة الحبش، في ألفاظ، وفي قواعد من التركيب نحوية، كحروف المضارعة، وتاء التأنيث، وهمزة التعدية"٤.

أما المستشرقون، فقد بدأت دراساتهم الأولى، في أحضان كليات اللاهوت، فأدركوا العلاقة بين العبرية والعربية والسريانية. وبدأت هولاندة في القرن الثامن عشر، على يد "شولتنس" Schultens بمقارنة العبرية بالعربية. وجاء بعده كل من: "إيفالد" Ewald، و"ألسهوزن" Olshausen فألفا في


١ انظر: الزينة في الكلمات الإسلامية، لأبي حاتم الرازي ١/ ٧٧.
٢ الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم ١/ ٣٠.
٣ التعريف والإعلام ١١.
٤ البحر المحيط ٤/ ١٦٢.

<<  <   >  >>