والمبادئ الأساسية في المنهج المقارن، منها كذلك، مبدأ مضمونه أن التغيير لا يحدث على نحو مشتت غير مطرد، بل يحدث وفقا لقواعد ثابتة، يمكن أن نصوغها في دقة، إذا تناولنا لغة ما في عصرين متتابعين من تاريخ تطورها، وأن التغير يحدث على نحو مستقل متميز، في كل عنصر من عناصر اللغة الثلاثة: الصوت، والصيغة، والدلالة.
والقوانين الصوتية تعبر عن علاقة بين حالتين متتابعتين للغة واحدة، في وسط اجتماعي معين، فهو ليس قانونا عاما شبيها بقوانين علم الطبيعة أو الكيمياء. والقانون الصوتي يفترض تغيرا، ولكنه لا يبصرنا بسبب ذلك التغير.
وإذا عرضنا للصيغ النحوية، في فترتين متتابعتين من تاريخ اللغة، نجد اتفاقات ومقابلات مطردة. أما المفردات فلكل كلمة منها حياتها المستقلة، فالتغييرات التي تصيب كلمة ما، خاصة بتلك الكلمة، فإن أصابت غيرها، لم يعد ذلك بعض الكلمات المشابهة لها في المعنى، أو في الصيغة.