و"اللسان" كلمات مذكرة، وهي على العكس، من ذلك مؤنثة في الألمانية، فهي فيها: die Zunge die Nase die die Brust.
وحتى تلك اللغات التي تفرق بين المذكر والمؤنث والمحايد، كالألمانية، نلحظ فيها هي الأخرى، فقدان هذه الصلة العقلية المنطقية، فالحجر der Stein والمطر der Regen مذكران في الألمانية، مع أنه لا أثر فيهما للتذكير الحقيقي، وكان أولى بهما أن يكونا في قسم المحايد. وكذلك العالم die Welt والباب die Tur مؤنثان في الألمانية، ولا نرى فيهما أثرا من آثار التأنيث الحقيقي.
وقد ترتب على فقدان هذه الصلة العقلية بين الاسم ومدلوله الجنسي، أن يهتز هذا المدلول في أذهان أصحاب اللغة أنفسهم، فهناك من يظن أن كلمة:"مستشفى" مثلا مؤنثة، مع أنها مذكرة، ويظهر أن تأنيثها قد جاء قياسا على الكلمة الأخرى:"إسبيتالية" المستعارة من اللغات الأوربية. وكذلك كلمة "السَّلْم" يظن كثير من الناس أنها مذكرة، وهي مؤنثة، كما جاء في القرآن الكريم، في قوله تعالى:{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}[الأنفال: ٨، ٦١] .
وهذا هو السر في أن كثيرا من الكلمات التي تسمى بالمؤنثات السماعية في اللغة العربية -وهي التي تخلو من علامات التأنيث- قد روي لنا فيها التذكير كذلك. وينسب ذلك في بعض الأحيان، إلى مختلف القبائل العربية، نحو قول أبي زيد:"أهل تهامة يقولون: العُضُد والعُضْد، والعُجُز والعُجْز، ويؤنثونهما. وتميم تقول: العَجُز والعَضُد ويذكرون"١.