ويجعل "قندريس" لإنتاج الصوت الانفجاري ثلاث مراحل، فيقول:"ففي كل صامت انفجاري إذن ثلاث خطوات متميزة: الإغلاق أو الحبس، والإمساك الذي قد يكون طويل المدى أو قصيره، والفتح أو الانفجار. وعند إصدار صامت بسيط مثل التاء، فإن الانفجار يتبع الحبس مباشرة، والإمساك يضؤل إلى مدى لا يكاد يحس، وعلى العكس من ذلك، تظهر الخطوات الثلاث بوضوح، فيما يسمى بالصوامت المضعفة، وهي ليست إلا صوامت طويلة"١.
وإذا كان الشرط في إنتاج الأصوات الشديدة الانفجارية هو سرعة زوال العائق، فإننا نجد بين أصوات العربية، صوتا لا يزول فيه العائق بسرعة، بل إن العضوين المتصلين، لا ينفصلان انفصالا سريعا، وإنما انفصالهما انفصال بطيء، وفي الانفصال البطيء مرحلة بين الانسداد المطلق والانفتاح المطلق، شبيهة إلى حد ما، بالتضييق الذي عرفنا أنه من مميزات الأصوات الرخوة الاحتكاكية، وهذه المرحلة تسمح للهواء أن يحتك بالعضوين المتباعدين ببطء احتكاكا شبيها بما يصاحب الأصوات الرخوة، ولذا فإن هذا الصوت يجمع بين الشدة والرخوة، بمعنى أنه يبدأ شديدا انفجاريا، وينتهي رخوا احتكاكيا، ولهذا نسميه بالصوت المزدوج، كما يسميه آخرون بالصوت المزجى أو الصوت المركب. وهو في اللغة العربية صوت الجيم في الفصحى. وفي اللغات الأخرى نظائر لهذا الصوت، مثال ذلك في الإنجليزية ch وفي الألمانية z "تس" وكذلك pf "بف". ويسمى الصوت المزودج عندهم باللاتينية: Affricata وبالفرنسية: affriquee وبالإنجليزية: affricate.