للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونطق الفاء على هذا النحو، من الشفة والأسنان، ليس من طبيعة كل اللغات البشرية، "إذ ينطق اليابانيون صوت الفاء بطريقة تجعلها شفوية صرفة مهموسة احتكاكية، عن طريق إرسال الهواء من بين الشفتين شبه المفتوحتين، كما يحدث حينما نحاول إطفاء عود كبريت. أما الإسبانيون فينطقون ال "ف" بنفس الطريقة، مع تذبذب الوترين الصوتيين، ليحدث الجهر"١.

٣- الأصوات الأسنانية:

وهي: الثاء والذال والظاء. ولسنا ندري لماذا عد الخليل بن أحمد هذه الأصوات الثلاثة لثوية، وقال: "لأن مبدأها من اللثة"٢، كما تابعه على ذلك بعض النحاة، كابن يعيش الذي يقول: "والظاء والذال والثاء من حيز واحد، وهو ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا، وبعضها أرفع من بعض، وهي لثوية،؛ لأن مبدأها من اللثة"٣، مع أن النطق المتواتر لها في العربية الفصحى، هو النطق الأسناني، وقد روى ذلك سيبويه فقال: "وما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مخرج الظاء والذال والثاء"٤.

أما الثاء: فهو صوت رخو مهموس مرقق، ينطق بأن يوضع طرف اللسان بين أطراف الثنايا، بحيث يكون هناك منفذ ضيق للهواء، ويكون


١ أسس علم اللغة لماريو باي ٨٣.
٢ العين للخليل بن أحمد ١/ ٦٥.
٣ شرح المفصل لابن يعيش ١٠/ ١٢٥.
٤ كتاب سيبويه ٢/ ٤٠٥.

<<  <   >  >>