للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما قال الفراء: "وقوله: "تأكل منسأته"، همزها عاصم والأعمش، ولم يهمزها أهل الحجاز ولا الحسن، ولعلهم أرادوا لغة قريش، فإنهم يتركون الهمز"١.

وقال ابن عبد البر في التمهيد: قول من قال: نزل القرآن بلغة قريش، معناه عندي: في الأغلب؛ لأن لغة غير قريش موجودة في جميع القرآن، من تحقيق الهمز ونحوه، وقريش لا تهمز٢.

وقال صاحب كتاب: المباني في نظم المعاني: "فأما الهمز، فإن من العرب من يستعمله، وهم تميم ومن يوافقها في ذلك، ومنهم من يقل استعمالهم له، وهم هذيل وأهل الحجاز"٣.

وهذا كله معناه أن لهجة الحجازيين الأصلية تسهيل الهمز. أما قول عيسى بن عمر الثقفي فيما تقدم: "فإذا اضطروا نبروا" فيمكن أن يكون معناه أن الحجازيين، إذا اصطنعوا اللغة المشتركة التي أخذت الهمز من تميم، فإنهم يحققون الهمز في هذه الحالة، كما يمكن أن يكون عيسى بن عمر، قد قصد بذلك الهمزة التي توجد في أول الكلمة، إذا كان الحجازيون يحققونها فعلا، ولم تكن قد تحولت كذلك في نطقهم إلى صوت من أصوات العلة، أو تضييق حنجري، شبيه بأصوات العلة.

أما الهاء: فإنها صوت رخو مهموس مرقق، يتم نطقه بأن يحتك الهواء الخارج من الرئتين، بمنطقة الأوتار الصوتية دون أن تحدث ذبذبة لهذه


١ معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٥٦.
٢ انظر: البرهان للزركشي ١/ ٢٨٤.
٣ انظر: مقدمتان في علوم القرآن ٢٢٦.

<<  <   >  >>