للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأوتار، ويرتفع الطبق ليسد المجرى الأنفي، ويتخذ الفم عند النطق بالهاء نفس الوضع، الذي يتخذه عند النطق بالحركات "وسنتحدث عن ذلك فيما بعد". ولولا هذا الحفيف الذي يحدث بمنطقة الأوتار الصوتية، لما سمع غير صوت الزفير العادي، كما أن انعدام الذبذبات هنا، هو الذي يميز الهاء عن الحركات.

ويرى الدكتور تمام أن صوت الهاء مجهور "يتم النطق به بتضييق الأوتار الصوتية، إلى مرحلة في منتصف الطريق بين الهمس والجهر، حتى إذا مر هواء الرئتين بينهما، كان لاحتكاكه بهما أثر صوتي لا هو بالحس "يقصد جرس الصوت الذي يتردد صداه في حجرات الرنين في الجهاز النطقي، وهي حالة الجهر"، ولا هو بالنفس.. هذا الأثر الصوتي فيه بعض الذبذبة، وهو ما يجعلنا ننظر إلى هذ الصوت باعتباره مجهورا"١.

كما يرى الدكتور أنيس أن "الهاء عادة صوت مهموس يجهر به في بعض الظروف اللغوية الخاصة"٢.

ويظهر أنه التبس عليهما صوت الهاء بصوت الحركات، في الأمثلة التي استنبطا منها هذا الحكم. والحركات مجهورة دائما، كما سنرى فيما بعد.

وبوصفنا لصوت الهاء، ننتهي من وصف الأصوات الصامتة في العربية الفصحى. ويهمنا هنا أن نقول مع "ماريوباي" إن "عدد الأصوات التي يمكن لجهاز النطق الإنساني أن ينتجها، لم يمكن حصرها أو تقديرها على وجه الدقة حتى الآن. وهذا يرجع إلى أن أقل انحراف في المخرج، يمكن


١ مناهج البحث في اللغة ١٠٣.
٢ الأصوات اللغوية ٨٢.

<<  <   >  >>