للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالكتابة، فإن الأجنبي الذي يتعلم اللغة العربية بواسطة الكتاب، لا يستطيع أن يدرك فروع "فونيم" النون، في تلك اللغة مثلا، ولذلك فإنه سينطقها أو يحاول نطقها كلها بطريقة واحدة.

وكذلك العربي الذي يتعلم الألمانية من الكتاب، لا شك أنه سيلغي كذلك الفروق الموجودة بين فروع عائلة السين، وستظهر في نطقه سينا، لا أثر فيها لصوت الزاي في أية كلمة من الكلمات.

ويشرح لنا "ماربو باي" تضليل الكتابة، وعدم دلالتها على فروع الفونيم الواحد، في كثير من اللغات، فيقول: "الراء في معظم اللغات مكررة أو ترددية، نطقها في مقدمة اللسان، مع حدوث ذبذبة في الأوتار الصوتية. والصوت الممثل كتابة في الفرنسية ب "R" مجهور نتيجة ذبذبة اللهاة معه. وفي الإنجليزية الأمريكية، يتم إنتاجه غالبا بتقعير اللسان، والسماح لتيار الهواء بالمرور على امتداد حوافه. هذه التنوعات الثلاثة، لصوت تمثله الأبجديات الإملائية في كل اللغات برمز واحد، أوضح مثال على وجوب عدم الثقة في نظام الكتابة العادي، لتمثيل الصوت المنطوق. ولو أن أمريكيا أراد أن يتعلم الفرنسية عن طريق الصورة المكتوبة، فإنه ولا شك سينطق ما يراه ممثلا على شكل "R" تماما بنفس قيمته في الإنجليزية الأمريكية"١.

وهكذا يؤدي اشتراك بعض الأمم، في استخدام أبجدية ذات أصل واحد للدلالة على أصواتها المختلفة إلى وقوع كثير من الأخطاء، عند تعلم أحد الأفراد لغة أمة من تلك الأمم الأخرى، عن طريق تلك الأبجدية لا غير.

ومن أمثلة ذلك أن الحروف اللاتينية، تستعملها بلاد مختلفة من


١ أسس علم اللغة ٨٦، ٨٧.

<<  <   >  >>