للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتقابل الأصوات، يختلف من لغة إلى أخرى في العدد والنوع، فالسين تقابل الزاي في اللغة العربية، من ناحية الهمس والجهر، وكل واحد منهما "فونيم" أو "حرف"؛ لأن معنى الكلمة يتغير بإحلال إحداها محل الأخرى فيها، مثل: "سار" و"زار". وهذا بعكس اللغة الألمانية مثلا، فإن "الفونيم" أو الحرف s فيها ينطق زايا، قبل الحركة، مثل: Sehen= يرى، وسينا بعد الحركة، مثل: bis= إلى، فصوت الزاي موجود في اللغة الألمانية، غير أنه ليس فونيما مستقلا، وإنما هو فرع من فونيم آخر؛ لأنه لا توجد كلمة ألمانية، يختلف فيها المعنى بإحلال السين محل الزاي، أو العكس، كما هي الحال في "سار" و"زار" في اللغة العربية.

وفي اللغة العربية تتقابل السين والصاد، في الترقيق والتفخيم، فكل صوت منهما "فونيم". ومع أن صوت الصاد يوجد في اللغة الإنجليزية في مثل: Sun= شمس، فإنه لا يعد من فونيمات اللغة الإنجليزية؛ لأنه لا يستخدم فيها للتفريق بين المعاني، أي أنه ليس فيها كلمتان، لكل منهما معنى مستقل، وتطابق أصوات إحداهما أصوات الأخرى، إلا أنه يقابل السين في إحداهما الصاد في الأخرى كما هو الحال في اللغة العربية، في مثل: "سار" و"صار". فالسين العربية فونيم، أما صوت الصاد المسموع في الإنجليزية، فهو فرع من فونيم السين S.

تلك هي نظرية "الفونيم"، وإذا تدبرناها عرفنا أن الكتابة وسيلة ناقصة، لتسجيل أصوات اللغة، فقد قامت الأبجديات المختلفة -على الأقل في أذهان واضعيها الأوائل- على أساس الرمز لكل "فونيم" برمز كتابي معين، يدل على جميع أفراد عائلة هذا الفونيم ولم تخصص هذه الأبجديات رموزا معينة، لفروع الفونيمات المتعددة. وهذه إحدى عيوب تسجيل اللغة

<<  <   >  >>