للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عضوًا ويرمى به في التنور١، وأكبر الظن أن هذا هو السبب الصحيح في مقتل ابن المقفع، فالجاحظ يقول في بعض رسائله: إنه أغرى عبد الله بن علي بالمنصور ففطن له، وقتل٢ ومن المحقق أن الجاحظ لا يريد بإغرائه سوى ما كان من كتابة أمانه على هذا النحو الذي ضيق فيه على المنصور، ويقول ابن خلكان: إن ذلك كان عام ١٤٢ أو ١٤٣ أو ١٤٥، ومعنى ذلك أنه لم يعش في الدولة العباسية إلا نحو عشر سنين.

واشتهر ابن المقفع بأنه كان زنديقًا، وأنه إنما اتخذ الإسلام قناعًا لزندقته ومانويته، وممن أكد ذلك أبو الفرج الأصبهاني٣، والبيروني٤ وابن خلكان٥ وصاحب خزانة الأدب٦، ويقول المرتضى في أماليه: روي عن المهدي أنه قال: "ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع"٧، ويقول المسعودي: "أمعن المهدي في قتل الملحدين لظهورهم في أيامه، وإعلانهم باعتقاداتهم في خلافته، لما انتشر من كتب ماني وابن ديصان، ومرقيون مما نقله عبد الله بن المقفع وغيره وترجم من الفارسية، والفهلوية إلى العربية"٨، وفي الفهرست أنه ترجم كتابا في سيرة مزدك٩، ويقال: إنه مر ببيت نار للمجوس بعد أن أسلم فلما رآه تمثل:

يا بيت عاتكة الذي أتعزل ... حذر العدا وبك الفؤاد موكل

إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسما إليك مع الصدود لأميل١٠

ويقول بعض الرواة: إنه عارض القرآن بزعمه١١، ونشر ميكائيل أنجلو جويدي سنة ١٩٢٧ كتابا يسمى: "كتاب الرد على الزنديق اللعين ابن المقفع -


١ الوزراء والكتاب ص١٠٣، وما بعدها.
٢ ثلاث رسائل للجاحظ "طبعة فنكل" ص ٤٧.
٣ أغاني "طبعة الساسي" ١٨/ ٢٠٠.
٤ تحقيق ما للهند من مقولة "طبعة ليبزج" ص ٧٦.
٥ انظر ترجمته في وفيات الأعيان ١/ ١٥٠.
٦ خزانة الأدب للبغدادي ٣/ ٤٩٥.
٧ أمالي المرتضى ١/ ١٣٤.
٨ مروج الذهب للمسعودي "طبعة مصر" ٤/ ٢٤٢.
٩ الفهرست ص ١٧٢.
١٠ أمالي المرتضى ١/ ١٣٥.
١١ إعجاز القرآن للباقلاني ص ١٨.

<<  <   >  >>