للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض أصول منه١. ويرجح بعض الباحثين أن ابن المقفع زاد على الكتاب فصولا لم تكن في الأصل، وكذلك زاد بعض القصص، ويمكن أن تكون القصص المزيدة ليست من صنعه، فقد ترجم الكتاب بعده مرة أخرى، وزيدت فيه بعض زيادات٢، ومن المحقق أنه لم يزد سوى ما سماه غرض الكتاب، أما ما يزعمه البيروني من أن زاد باب برزويه "قاصد تشكيك ضعفي العقائد في الدين وكسرهم للدعوة إلى مذهب المنانية، وإذا كان متهما فيما زاد لم يخل عن مثله فيما نقل"٣، فغير صحيح، إذ كان هذا الفصل موجودا في الأصل الفارسي٤. على أن ما قاله البيروني إلى أن الفرس استخدموا الكتاب بعد نقله، وقبل ترجمته إلى العربية في الدعوة لمذهب المانوية.

وليس ذلك كل ما نقله ابن المقفع عن البهلوية، فله رسائل أخرى أشهرها الأدب الكبير والأدب الصغير، واليتيمة ورسالة الصحابة، ونراه يصرح في مقدمة الأدب الكبير بقوله: "منتهى علم عالمنا في هذا الزمان أن يأخذ من علمهم "يريد القدماء"، وغاية إحسان محسننا أن يقتدى بسيرتهم.. ومن ذلك بعض ما أنا كاتب في كتابي هذا من أبواب الأدب التي يحتاج إليها الناس"، وكثيرا ما يقول في هذا الكتاب: "احفظ قول الحكيم" أو"قالت الحكماء".

ويقول في مقدمة الأدب الصغير: "وقد وضعت في هذا الكتاب من كلام الناس المحفوظ حروفا فيها عيون على عمارة القلوب، وصقالها وتجلية أبصارها، وإحياء للتفكير وإقامة للتدبير، ودليل على محامد الأمور ومكارم الأخلاق". فالكتابان بشهادته مترجمان، أو على الأقل تغلب الترجمة عليهما، وقد دار أولهما على السياسة والصداقة، ودار ثانيهما على الشيم والأخلاق، وتدخل في هذه المعاني القطع الباقية من اليتيمة، التي احتفظ بها ابن طيفور في كتابه المنظوم والمنثور، فالكتب الثلاثة في رأينا مترجمة على الأقل في أكثرها، وهي تصور ضربا من


١ انظر مقدمة كليلة ودمنة لعبد الوهاب عزام "طبعة دار المعارف" ص ٣٥، وما بعدها.
٢ نفس المقدمة ص ٤٢.
٣ تحقيق ما للهند من مقولة للبيروني ص ٧٦.
٤ مقدمة كليلة ودمنة ص ٤٤، وما بعدها.

<<  <   >  >>